عضل المرأة

(عضل المرأة)

تردني كثير من الرسائل على الخاص بخصوص هذا الموضوع، في صورة شكوى أو استشارة،
فأقول: إن قضية عضل المرأة، تُعد من أبرز القضايا وأخطرها والتي يتعرض لها النساء في هذه الفترة، 
بل وهي من أعظم الشبه التي يثيرها أدعياء حقوق المرأة لإظهار الظلم الذي يقع على المرأة في المجتمع المسلم عند بعض الأسر المسلمة ومن قبل أولياء الأمور، مما يبرر لهم عند العامة المطالبة برفع الولاية عن المرأة!
والعضل هو: تسويفُ زواجِ المرأة سواء كانتْ مطلقةً أو بكرًا ومن صوره:

رفض زواجِها من رجلٍ لا يُعاب عليه في دينِه أو خلقِه، أو إجبارها وبغير رضاها على الزَّواجِ من رجلٍ في عمرِ أبيها لا تريدُه زوجًا لها، أو حجزها لقريبٍ لها من العائلةِ أو القبيلة لهوى نفسٍ، ولو كان لا خُلقَ له ولا دين، أو للاستفادةِ من مالِها إن كانت تعملُ أو لها إرثٌ من زوجٍ مُتوفى أو ما أشبهه، كلُّ هذه الصورِ من العضلِ الذي نهى الله عنه في قولِه - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء : 19]

وللأسف قد وقع كثير ممن يحسبون على الاستقامة والصحوة في عضل بناتهم وأخواتهم،
وقد نهى ديننا عن هذا العمل المشين لأنه من الضرر الذي يقع على المرأة وديننا لايرضى بالضرر للمرأة ولا لغيرها،
قال -صلَّى الله عليه وسلَّم –: ((لا ضَرَرَ ولا ضِرَار))

ولا ريبَ أنَّ العضْلَ من أعظمِ الأضرار للمرأةِ على الإطلاقِ كما لا يخفى، وعدمُ تزويجِ البنتِ بلا مبررٍ شرعي له آثارٌ سيئة، وعلماء الصِّحةِ النفسية وأهلُ الاختصاصِ أجمعوا على أنَّ "عضل البنات" انتهاكٌ لحقوقهنَّ، وقد يؤدِّي هذا إلى إصابتهنَّ بالاضطراباتِ النفسية والاكتئاب، والقلقِ والعزلة، وربَّما ينتهي الأمرُ بالانتحار!!

ومن هذا المنبر أوجه نصيحة لأولياء الأمور في هذا العصر بالذات؛ عصر التبرُّجِ والانفتاح على العالم؛ عصرِ الفِتَن والاختلاط والمساواة؛
 أقول لهم: إنَّ الزواجَ نعمةٌ من الله - تعالى - وتأجيله بالنسبةِ للبنت بلا مبررٍ شرعي عَضْلٌ ممقوت، ودعوةٌ لفتنةِ فتياتكنَّ وهلاكهنَّ، فلا تكونوا من أهلِ الغفلة والهوى وعمى البصَر والبصيرة.

ونصيحتي لهم إن كانوا مسلمين حقًّا: لكم في رسول - الله صلَّى الله عليه وسلَّم - أسوةٌ حسنة, فقد ثبت قولُه في الحديثِ ناصحًا النِّساءَ وأولياءَ أمورهنَّ: ((إذا أتاكم من ترضون دينَه وخلقَه فزوِّجوه، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض)) حسنه الألباني في: الإرواء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله