ومضات ووقفات على رحلتي إلى الإمارات ..


في حياتنا نمر بمحطات نتعرض فيها لمواقف نستلهم منها الدروس والعبر !
والحصيف والكيس من جعل الحياة له مدرسة .. والمواقف فيها دروس .. والنهايات نتائج !
وفي موقف من مواقف حياتي كانت رحلتي إلى دولة الإمارات العربية تحديدا مدينة دبي , مكثت فيها ثمانية أيام وخرجت منها بعد طول تأمل ونظر بما سيسطره لكم قلمي الجاف J في ومضات سريعة فكونوا معي بضع دقائق ولن تخسروا بإذن الله :
أولاً:
أن نظر المؤمن في أي شيء حوله يلزم أن يكون نظر تفكر وتدبر , لا نظر تفرج وإعجاب يكن من أولي الألباب , (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض  ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
ثانياً:
أن الأمم تقاس بقيمها ومبادئها , لا بعمرانها وتقدمها , لكن هذا لا يمنع أن تكون الأمة المسلمة جامعة بين الدين والدنيا , فهي أولى بذلك وما حضارة الأندلس على المسلمين بخافية !
فالمسلمون ليسوا مطالبون بالتباكي على زوال حضارتهم , أو الافتخار بحضارة غربية مريضة جرت الويلات على أهلها ، بل مطالبون بـإشـادة حضـارة عصـرية تضارع حضارة الأندلس والعصر الذهبي للمسلمين .

ثالثاً:
على المسافر أن يربط دوما سفره إلى أي مكان , بسفره إلى الدار الآخرة فالناس كما يقول ابن القيم – رحمه الله – تعالى : مذ خلقوا مسافرين، وليس لهم حط لرحالهم إلا في الجنة دار النعيم أو في النار دار الجحيم .. )
رابعاً:
أن السفر وتغير الحال يدفع المسافر أن لا يفتر لسانه عن اللهج بذكر الله , تسبيحاً وتحميداً وتهليلاً وتكبيراً واستغفاراً وصلاة على حبيبه وقرة عينه , إن مشى استغفر , وإن صعد كبر , وإن هبط سبح , وإن تخلل الغمام هلل , وإن تمتع بنعمة حمّد , وإن ضاقت نفسه صلى على حبيبه وقرة عينه .
خامساً:
.إن الشعور بالمشقة والتعب يذكر مشقة السير إلى الله وأنه يستحيل أن يُطلب النعيم بالنعيم وكما قال ابن القيم: العاقل يعلم أن السفر بطبعه مبنيٌ على المشقة والأخطار بل هو قطعة من العذاب واللأواء، ومن المحال أن يطلب في السفر عادة النعيم والراحة واللذة والهناء !
سادساً:
أن التنقل بين المدن والمطارات يذكر بالتنقل في مراحل الدنيا وطبقاتها , (لتركبن طبقا عن طبق) قال الحسن البصري ( طبقا عن طبق ) حالا بعد حال رخاء بعد شدة وشدة بعد رخاء وغنى بعد فقر وفقرا بعد غنى وصحة بعد سقم وسقما بعد صحة ..
سابعاً:
ما من نعيم ولذة وجمال يمر به المسافر إلا ويلزم أن يذكره نعيم الجنة وجمالها وقصورها ودورها وأن هذه الدنيا بما فيها من نعيم لا تسوى عند الله جناح بعوضة !
ثامناً:
أن لنظر في وجوه الكفار وإن أُعطوا شيئا من الجمال يذكرك بقوله تعالى :( ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة) .
تاسعاً:
أن من نظر في حال الكفار وماهم فيه من النعيم الدنيوي , والترف المادي , والحرية المطلقة يجعلك تعلم معنى : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ).
عاشراً:
الحنين للوطن والعودة للبلاد والمسكن يذكر المؤمن بعودته إلى وطنه الأول (الجنة) هي الوطن ..والمنازل الأولى ..التي أسكن فيها أبونا آدم ..ثم أخرج منها ..بعد أن وسوس له الشيطان ..ومنذ ذلك الحين ..وقلوب الصادقين من بنى آدم ..تحن إلى العودة ..إلى تلك الدار ..التي أخرجوا منها..
فاسعى إلى ما يقربكِ إليها من قول وعمل ابتغاء تلك المنزلة وذلك الوطن الأبدي واجعل غايتك وهدفك الوصول إلى أعلى منزلة فيها
فحي على جنات عدن فإنها... منازلنا الأولى.. وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ...نعود إلى أوطاننا ونسلم
الحادي عشر:
لقاؤك بأهلك وأحبتك بعد عودتك واستقبالهم لك بفرح وسرور وانتظار للأخبار يذكرك بلقائك بالمؤمنين في الجنة  حينما تصعد روحك الطيبة إلى السماء فلا تزال بها الملائكة حتى يأتون بها أرواح المؤمنين, فإنهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم, فيقولون: دعوه حتي يستريح فإنه كان في غم الدنيا !
اللهم إنا نسألك نعيماً لا ينفد , وقرة عين لا تنقطع , ولذة النظر إلى وجهك الكريم , والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .
وصل اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله