تصالح مع ذاتك ..💖
يفهم البعض "حب الذات والتصالح معها" بشكل مشوّه، ويعتقدون أنه يدل على الأنانية والطمع، والعجب والغرور، والتعالي على الآخرين، بينما حب الذات هو الأصل في حب كل شيء آخر، فإذا لم تحب نفسك وتقدرها، وتنظر إليها بإيجابية، لن تفعل ذلك مع الآخرين. (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
نفسك تستحق أن تقدرها وتعرف مواطن تميزها وجمالها، وتمنحها المعاملة التي تستحقها.
أما المشاعر السلبية التي تسيطر عليك فتجعلك تقسو على نفسك وتتهمها دومًا بالعجز والدونية، وتمنعك من النظر إلى نفسك بإيجابية وحب، فإنها غالبًا ما تجعلك محبطًا جامدًا دون إنجاز أو تحقيق نجاح دينيًا ودنيويًا.
تذكر دائمًا أنه حينما استعمرنا الله في الأرض علم -سبحانه- في سابق علمه أننا سنخطئ ونذنب ونقصر ونزل ونهفو، لكنه -سبحانه- رغم ذلك كرمنا وفضلنا على كثير من خلقه، (ولقد كرمنا بني آدم ..) كما دعانا إلى جنته، (والله يدعو إلى دار السلام) وبشرنا بنعيمه، (فبشر عباد ..)
سمى نفسه بالغفور ليغفر لنا، سمى نفسه بالعفو ليعفو عنا، سمى نفسه بالمحسن ليحسن إلينا، سمى نفسه بالودود ليتودد إلينا، سمى نفسه بالرفيق، ليرفق بنا.
فكيف بعد كل تلك الهبات من الوهاب، يتسلل لنفسك اليأس والمشاعر السلبية، والإحساس بالإحباط؟!
أسعد نفسك بما آتاك الله من نعم مستعظمًا لها معترفًا بها، غير منتقصٍ ولا جاحد ولا ساخط!
لا تنقص بغياب أحد، ولا تزد بوجود أحد، انسَ من نسي، واسعد بمن بقي!
استغنِ بالله عن كل أحد، وامتلئ بحبه، ستملؤك السعادة!
من أحبك فقدم له جزيل الحب، ومن أعرض عنك فلا تلتفت لتنظر إليه!
أحب الناس جميعًا، ولا تنظر لأحد بانتقاص، ولا تعطِ أحدًا أكبر من حجمه، وكن وسطًا في جميع أمورك!
اعتنِ بنفسك روحًا وجسدًا وعقلًا، فهو أمر أساسي للتصالح مع الذات!
خصص وقتًا لك تختلي فيه بنفسك لترتب ما تشتت منك!
اجعل ما حولك منظمًا ونظيفًا وعطِرًا ومبهجًا، ولا يلزم أن يكون مكلفًا أو فاخرًا!
ثق أن الإنجاز ولو كان بسيطًا سيكون سبب سعادتك!
وحتى تكون ناجحًا ونشيطًا ومحبًا للآخرين ومؤثرًا بشكل إيجابي في مجتمعك؛ لا تجلس فارغًا، جرّب أن تحافظ في يومك على:
قراءة كتاب مفيد ١٥ دقيقة.
تطوع في نشاط خيري متعدي النفع.
أعد قائمة أشيائك المفضلة، ومع الوقت أضف المزيد لتصبح عادات يومية في حياتك وليست مجرد أنشطة وقتية.
تعليقات
إرسال تعليق