الدرس التاسع عشر من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله: ((الخبير))


اسم الله: ((الخبير)) جلّ جلاله

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيد اﻷنبياء و أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم.
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
اللهم ربنا لك الحمد على السراء و الضراء و لك الحمد على النعمة و البلاء.
اللهم ربنا لك الحمد على ما وفقتنا من صيام من شهر رمضان و قيامه اللهم لك الحمد على ما وفقتنا إليه من الطاعات و العبادات و الحسنات اللهم لك الحمد على كل ما أنعمت به علينا من قليل أو كثير أو شاهد أو غائب أو قديم أو حديث أو سر أو علانية.
فلك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا.
اللهم صلي و سلم و بارك على حبيبينا و قرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً.
وبعد.
نشرح بإذن الله تعالى إسم الله تعالى جل في علاه(الخبير)جل جلاله.

الخبير سبحانه وتعالى هذا الإسم يأتي شرحنا له بعد إنقضاء شهر رمضان المبارك من عام1438للهجرة.
وهو كما هو مسجل في المذكرة لديكن على القناة بأنه يأتي بعد إسمه سبحانه المجيد.
قد نكون تقدمنا عن إسمه سبحانه وتعالى الخبير بالعفو فقمت بشرح اسمه جل جلاله العفو قبل أن أشرح إسمه الخبير سبحانه بخلاف التذكير الموجود في المذكرة و ذلك فقط لمناسبة الحال سبحانه وتعالى العفو يناسب أن يشرح في العشر اﻷواخر من شهر رمضان فإذا بإذن الله تعالى أتى دور هذا الاسم في المذكرة فيكون قد تقدم شرحه.
الخبير سبحانه وتعالى ورد هذا الاسم العظيم في أكثر من أربعين موضعا فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى:
(وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
كذلك قوله جل ثناؤه:
( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)

يقول الخطابي رحمه الله في معنى هذا اﻹسم الخبير:
العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته.
كذلك يقول اﻹمام الغزالي رحمه الله الخبير :
هو الذي ﻻ تعزب عنه اﻷخبار الباطنة فلا يجري في الملك و الملوكت شيء و لا تتحرك ذرة و ﻻ تسكن و لا تضطرب نفس و ﻻ تطمئن إﻻ و يكون عنده خبرها سبحانه وتعالى.
و هناك فرق بين الخبير و بين العليم:
كلاهما يدل على العلم.
حينما نقول الله خبير فيدل على علم
و عليم أيضاً يدل على علم

لكن الخبير هو نوع خاص من العلم يختلف عن معنى اسمه العليم و إن كان يعطي معنى العلم لكن الخبير سبحانه ما يعلمه نوع خاص من العلم جمعه الله سبحانه وتعالى هذا النوع الخاص من العلم أو اسمه الخبير جمعه مع إسمه العليم و هذا يدل على أن العليم يختلف عن الخبير فقال سبحانه(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
إذاً هناك فرق بين العلم و بين الخبرة.
عليم بماذا و خبير بماذا؟
و مالفرق بين العليم و بين الخبير؟

الخبير:
يفيد معنى العليم المتصل علمه بكنه اﻷشياء و خفاياها الباطنة أدق اﻷمور.
علمه يتصل بأدق اﻷمور بأسرار اﻷشياء
بأسرارها بخفاياها الباطنة
العليم:
يعلم ظواهر اﻷشياء و باطنها.
فيأتي الخبير فيكون علمه أدق و متصل بكل شيء في الباطن و في الخفاء.
سبحانه ﻻ يعزب عن علمه شيء في الزمان و ﻻ في المكان و ﻻ في اﻷرض و ﻻ في السماء و ﻻ في البر و ﻻ في البحر و ﻻ في جوف اﻷرض و ﻻ في أطباق الجو فهو خبير بكل شيء سبحانه.
( وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)

فعلى المؤمن إذا علم معنى هذا اﻹسم العظيم أن يؤمن إيماناً جازما بأن الله تعالى خبير بجميع عباده من الملائكة و الجن و اﻹنس سبحانه ﻻ يخفى عليه شيء:
( إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ)
كما هو خبير بعباده و بمخلوقاته فهو أيضاً سبحانه خبير بأعماله علمه بهم هو علم بأعمالهم بسرائرهم بضمائرهم.
علمه سبحانه وتعالى بهم في حال إستقامتهم في حال إحسانهم في حال إنحرافهم في أي حال من الأحوال هو بهم عليم سبحانه:
( وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
(وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
إن أحسنت يعلم الله عنك ذلك و إن أسأت يعلم الله عنك ذلك.

فهو الذي يعلم اﻷسرار و يعلم البواطن و يعلم الخفايا و ﻻ تظن أنه يخفى على الله شيء في الأرض و ﻻ في السماء.
سبحانه يأتي علمه بأدق اﻷمور.
يأتي معنى الخبير أيضاً أيها الإخوة بمعنى:
المخبر باﻷسرار و اﻷحوال الخفية و الباطنة.
كيف ذلك و ما دليل ذلك؟

قوله تعالى في سورة التحريم:
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)
فهو المخبر باﻷسرار و اﻷحوال فهو الذي أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بشأن ما كان من زوجاته كما هو في سبب نزول سورة التحريم و يمكن لكم مراجعتها.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تأويل قوله تعالى:
( قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) بسرائر عباده، وضمائر قلوبهم، الخبير بأمورهم، الذي لا يخفى عنه شيء.

إذا علمت أنا و أنت بأن الله خبير بأدق ما في قلوبنا بأدق خفايانا ببواطننا بل ليس ذلك فحسب بل إنه خبير و عليم بما ﻻ تعلمه أنت عن نفسك و ﻻ أعلمه أنا عن نفسي:
(فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)
يعلم ما أفكر به اﻵن و ما سأفكر به في المستقبل و ما سأفكر فيه بعد دقائق و ماذا سأنطق بعد قليل هو يعلم عن نفسي و أنا ما أعلم عن نفسي و هذا من دقيق علمه سبحانه وتعالى الذي يدل على أنه الخبير سبحانه وتعالى.
يعلم و يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء سبحانه وتعالى.

ما حظك أيها المؤمن من هذا اﻹسم؟
و ما حظك من هذا اﻹسم بعد اﻹيمان به و معرفته و الوصول إلى معناه؟
من علم و أيقن أن الله خبير بأدق اﻷمور و تفاصيلها و أسرارها أولاً:
ءامن به إيماناً ﻻ ريب فيه.
ثانياً: راقبه في السر و العلن.
فاشتدت مراقبة هذا العبد لربه الذي يعلم أنه يراه و يسمعه و يعلم ما في نفسه و ما في قلبه سبحانه وتعالى فإذا علمت ذلك و تيقنت بأن الله خبير بك بأدق أمورك بأدق أسرارك بخفايا قلبك و ضميرك ثم راقبته وثلت إلى درجة اﻹحسان فيعبد هذا العبد ربه كأنه يراه. فمن علم أن الله مطلع على ما يصنع و خبير بما يفعل هذا العبد حمله ذلك على غض بصره حمله ذلك على حفظ فرجه حمله ذلك على إمساك لسانه حمله ذلك على أن يتقي الله في خلواته فلا يعصه و ﻻ يبارزه بالمعاصي و يجعله أهون الناظرين إليه ﻷنه سبحانه خبير:
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
 لماذا لم يقل سبحانه إن الله عليم بما يصنعون؟

ﻷن حركة العين و النظرة ﻻ ينتبه إليها كل أحد( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) هناك خائنة للعين ينظر بها العبد إلى حيث نهاه الله إلى حيث حرم الله عليه النظر فهو ينظر و قد ﻻ يشعر أحد به قد يكون فلان من الناس يجلس معك في نفس المكان و ينظر إلى ما حرم الله بالذات في عصر التكنولوجيا و التقنية و هذه اﻷجهزة الذكية قد يجلس بجانبك شخص و ينظر إلى ما حرم الله في جهازه و أنت ﻻ تراه و أنت لا تعلم و أنت ﻻ تعلم إلى ماذا ينظر لكن من الذي يراه من الذي يراقبه؟
الخبير.
قد يجلس معك شخص ينظر إلى ما حرم الله في سوق أو في أي مكان و يخونه بصره و نظره و عينه أنت لم تعلم به و ﻻ تشعر به لكن الذي رآه و علمه و علم حركة عينه هو الله الخبير سبحانه لذلك جاء هنا اسمه الخبير مناسباً لغض البصر و لحفظ الفرج.
أيضاً من وقع في فاحشة من الذي يراه من الذي يطلع عليه؟

هو ﻻ يفعل ذلك أمام الناس هو يتخفى وراء الجدران و خلف الستائر و في الظلام و يظن أن ﻻ أحد يراه لا و الله يراه الخبير و يعلم عن حاله الخبير سبحانه وتعالى.
من آمن بالخبير دفعه إيمانه بهذا اﻹسم إلى اﻹلتزام بطاعة الله و طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم و اﻹلتزام بشرعه و و التسليم لأمره و نهيه فلا يخالف أمر الله تعالى و ﻻ يخالف شرع الله تعالى في قلبه قبل جوارحه قد يطيع العبد الله و قد يكون ظاهره الطاعة لكن باطنه يكون فيه حرج و يكون في نفسه نفور اعتراض على شرع الله و دينه:
( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

التسليم القلبي الله تعالى ﻻ ينظر إلى أعمالنا و ﻻ إلى جوارحنا و لكنه ينظر إلى قلوبنا فإذا صلح القلب صلحت الجوارح لكن قد يظهر العبد صلاح جوارجه لكن إﻻ يفضحه الله في يوم و إن أظهر  فما أسر عبد سريرة إﻻ ألبسه الله رداءها إن خير فخير و إن شر فشر فاحذر الخلوات و احذر ذنوب البواطن و ذنوب القلوب فو الله ما خذل العبد إﻻ من أعمال قلبه و من خبيئته التي بينه و بين الله نسأل الله السلامة و العافية.

من علم أن الله خبير اطمأن إلى قضاء الله و قدره.
الله عليم بك عليم بباطنك بقلبك إذاً فهو عليم بقدرتك و تحملك و استطاعتك لما يقضيه الله عليك و لما يبتليك الله به ﻷنه يعلم عن نفسك ما لا تعلمه أنت يعلم عن طاقتك و وسعك ما لا تعلمه أنت.
فإذاً الرضا بقضاء الله يكون أثر من آثار اﻹيمان بهذا اﻹسم العظيم.

إيمانك بهذا اﻹسم يجعلك تطمئن إلى أن هلاك المجرمين و الطغاة و الظالمين سيكون لا محالة أليس يراهم الله أليس يعلم ما يفعلون؟
أليس الله خبير بما يعملون؟
هو يعلم سبحانه بعلمه و خبرته ما عند هؤلاء الطغاة و المجرمين و ما يكنون في قلوبهم ﻷوليائه و ما يكنون في نفوسهم و صدورهم لعباده و لدينه فلذلك هو يمهلهم و مع هذا اﻹمهال ﻻ إهمال بل سيكون هناك إنتقام شديد من العظيم سبحانه وتعالى العزيز ذو انتقام:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
إذاً ﻻ إهمال و لكن إمهال حتى يطول بهم اﻷمد و يكثر بهم الظلم و الطغيان و اﻹجرام ثم يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

إن علمت أن الله خبير بك و بباطنك و بأدق اﻷمور عنك إتقيته من الذنوب و المعاصي و اﻵثام:
( وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)
يقول اﻹمام الغزالي:
في ما يكون للمؤمن من حظ من هذا اﻹسم:
يقول رحمه الله:
ينبغي للمؤمن إذا علم معنى إسمه الخبير أن يحاسب نفسه و يفتش عن عيوبها و يحذر مزالقها و يخبر خباياها ليكشف عن أمراض القلب التي تردي اﻹنسان صريعا فيقول حظ العبد من ذلك:
أن يكون خبيراً بما يجري في عالمه و عالم قلبه و بدنه و الخفايا التي يتصف بها القلب.
-بماذا قد يتصف القلب؟-
قد يتصف بالغش بالخيانة بالتطواف حول العاجلة من الدنيا باظمار الشر و إظهار الخير التجمل بإظهار اﻹخلاص مع اﻹفلاس منه و عنه و هذه اﻷمراض الخفية في القلب ﻻ يعرفها إﻻ ذو خبرة بالغة و قد علم من نفسه و خبر عنها و مارسها و عرف مكرها و تلبيسها و خداعها فماذا يجب عليه؟ أن يحذرها و يشمر لمعاداة هذه النفس و يأخذ الحذر منها فلذلك من العباد جدير بأن يسمى خبيراً .

قد يطلق على عبد من العباد فلان خبير
قد تكون هذه الخبرة في أمور الدنيا و علوم الدنيا و هذا يحصل؛ قد نقول فلان خبير في الطب و أخر خبير في الهندسة و أخر خبير في الشريعة و هكذاو لكن أعظم الناس خبرة من كان خبيراً بنفسه من كان خبيراً بخفايا نفسه بعيوبها بمزالقها بخيانتها بنفاقها بغشها يعلم منها ذلك فيقومها و يصونها و يوجهها و يرشدها و يأخذ بها إلى طريق الجادة بتوفيق من الله مستعيناً بالله أولاً و آخرا.
هذا ما وسعنا ذكره في اسمه الخبير سبحانه جل في علاه و ما يترتب على اﻹيمان بهذا اﻹسم من آثار إيمانية.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا مراقبته و أن بجعلنا ممن نخشاه حتى كأننا نراه اللهم اجعلنا مخشاك حتى كأننا نراك و أسعدنا بتقواك و لا تجعلنا بمعصيتك مطرودين و ﻻ محرومين برحمتك يا أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

تفريغ طالبة علم
نفع الله بها وأحسن إليها وجعل هذا العمل في موازين حسناتها


إلقاء ومراجعة: الأستاذة سوزان المشهراوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله