الدرس العشرون من شرح اسماء الله الحسنى اسم الله: ((القوي))

اسم الله: ((القوي)) جل جلاله

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيد اﻷنبياء و أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم.
اللهم إنا نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
ربنا لك الحمد كله و لك الملك كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع اﻷمر كله علانيته و سره فأهلا أنت تحمد و أهلا أنت تعبد إنك على كل شيء قدير.
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة و العلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات برحمتك يا أرحم الراحمين.

أيها اﻷكارم بإذن الله تعالى نشرح في هذا الدرس اسم الله تعالى جل في علاه ((القوي))
القوي سبحانه وتعالى ورد في كتاب الله في قوله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
و الله تعالى قال:
(أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ )
ذكر ابن جرير الطبري رحمه الله في معنى اسمه القوي سبحانه:
الذي ﻻ يغلبه غالب و ﻻ يرد قضائه راد، ينفذ أمره و يمضي قضاءه في خلقه سبحانه وتعالى.

كذلك قال أبو القاسم:
و القوي ذو القوة و اﻷيد و يقال لمن أطاق شيئاً و قدر عليه قد قوي عليه و لمن لم يقدر عليه قد ضعف عنه.
فالله سبحانه وتعالى قوي قادر على اﻷشياء كلها ﻻ يعجزه شيء منها سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى قرر أن القوة له جميعاً:
( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)سبحان الله.

الله له القوة جميعاً و لكن الكفار و الغافلين من العباد ﻻ يدركون ذلك ﻻ يدركون أن القوة له وحده سبحانه وتعالى؛ لكن متى يعرفون ذلك و كتى يرون تلك القوة العظيمة التي أخبرنا الله بها في الدنيا و إن لم نكن عايناها معاينة بقلوبنا و إن كانت هي معاينة ظاهرة جداً في خلق الله و في قدرة الله و في أقدار الله و في تغيير نواميس الكون و في تغيير اﻷقدار و في القضاء و القدر و في أمور يدهش العبد منها لكن الغافل و الظالم و الكافر والبعيد عن الله ﻻ يدرك ذلك و ﻻ يدرك تلك القوة لكن متى يدركها؟
يوم القيامة:
(وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)

فالله تعالى هو القوي المتناهي في القوة، كل قوة تتصاغر أمام قوته سبحانه.
قوي له كمال القدرة له كمال العظمة.
قوي في قدرته، قوي في عظمته ،قوي في غلبه غالب ﻻ يغلب، قوته فوق كل قوة ،و ﻻ يلحقه ضعف بحال من الأحوال أبداً ﻻ ضعف في ذاته و ﻻ ضعف في صفاته و ﻻ في أفعاله و تلك القوة تستمد الخلائق كلها قوتهم من قوة القوي سبحانه وتعالى.
الملائكة أعظم خلق خلقها الله سبحانه وتعالى أعطاهم الله سبحانه وتعالى قوة عظيمة جداً قوة كبيرة جداً أقوى تلك الملائكة هو جبريل عليه السلام أي قوة أعطي جبريل حتى يستطيع بجناح من أجنحته الستمائة أن يقتلع جبال و يقلب مدن:
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا)

هذا ملك هذا مخلوق من مخلوقات الله
الله أعطاه القوة العظيمة فما بالك بقوة القوي سبحانه وتعالى.
يقول صلى الله عليه وسلم أذن لي أن أصف ملكاً من حملة العرش مابين شحمة أذنه إلى كتفه مسيرة خمسمائة عام.
لا إله إلا الله.
ماهذا الخلق العظيم و ماهذه القوة التي آتاها الله هذا الملك و كم هم حملة العرش؟
هم ثمانية كما أخبر سبحانه وتعالى في سورة الحاقة:
( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)
أي قوة آتاها الله تعالى لهؤلاء الثمانية الذي وصف أحدهم بذلك الوصف الذي وصفه به المصطفى عليه الصلاة والسلام.
هؤلاء الثمانية حينما عجزوا عن حمل العرش الله تعالى وجههم و أرشدهم و أمرهم بأن يقولوا ﻻ حول و ﻻ قوة إلا بالله فحملوا العرش.
سبحان الله العظيم سبحان الله القوي.

القوي سبحانه الذي أعطى هذه القوة العظيمة لذلك الخلق العظيم من الملائكة رغم ما آتاهم الله من تلك القوة إﻻ أنهم يخشون ربهم حق خشيته يخافونه و يرتعدون من هيبته سبحانه: 
( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) 
يخافون ربهم سبحانه وتعالى.
فكيف بي و بك نحن الضعفاء؟
نحن الضعفاء الذين ﻻ نملك ﻷنفسنا نفعاً و ﻻ ضرا.

اﻹنسان ما علاقته باسم الله القوي؟
القوي مهما بلغ في قوته ذلك اﻹنسان أو نسبنا القوة إلى اﻹنسان أو إلى أحد من الناس بأنه شخص قوي فهو في قوته ضعيف مهما بلغت قوته فهو ضعيف.
متى يكون قوياً فعلاً؟
متى يكتسب القوة المطلوبة القوة المحمودة؟
حينما يكون مع الله سبحانه وتعالى.

قد يمتلك اﻹنسان خبرة في أمر معين هذه الخبرة تجعله قوياً في مجال من المجالات فحينما يقول أنا عندي خبرة في هذا المجال و أنا صاحب خبرة و أنا صاحب تخصص و أنا و أنا و يبدأ بعزو بكل ماهو في فضل و نعمة إلى نفسه هنا يظهر ضعفه أنه إنسان ضعيف فعلاً ﻷن القوة تكون في الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى إن مكنك الله من أمر و مكنك في أمر و يسر لك تخصص و خبرة في أمر معين أو عطاء أو قوة في أمر معين فعليك أن ...إلى الله سبحانه وتعالى وحده و أن تفتقر إليه فهو سر قوتك سبحانه وتعالى.
إذاً متى يكون المؤمن قوياً و متى يكون المؤمن ضعيفاً؟
يكون قوياً حينا يعزو الفضل إلى الله هذه هي الحقيقة.

الحقيقة أني و إياك فعلاً مفتقرين إلى الله سبحانه وتعالى في كل حالاتنا ليس تواضعا من العبد أن يتفقر إلى الله أو يقول أنا فقير إلى الله أنا بحاجة إلى الله أنا ليس عندي من شيء أنا ﻻ أملك شيء الفضل كله من الله هذا ليس تواضعا هذا واجب عليك أن تقول هذا و أن تشعر به و أن تتيقن عليه أن الله تعالى تفضل عليك منحك نعمة اﻹيجاد نعمة اﻹمداد نعمة الهدى و الرشاد منحنك تخصصا في أمر ما منحك ممكن شهادة عالية لكن في كل هذه اﻷحوال تعتز و تفقتر إلى ربك أما اﻹعتزاز بالنفس و الكبر هذا يقضي على اﻹنسان و يزيد من ضعفه ﻷن القوة لله جميعاً و سنة الله تعالى بعباده في من تقوى بنفسه و بماله و بولده و بحسبه ونسبه أضعفه الله و أهلكه فهذا قارون حينما قال:
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي)
ماهي النتيجة؟
أهلكه الله!

إبليس حينما قال أنا خير من آدم أهلكه الله.
(قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ )
ماذا كان مصير قوم سبأ؟ أهلكهم الله.
فرعون( قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ماذا كان نصيبه و ماذا كانت نهايته؟ أهلكه الله أغرقه هو وجنوده سبحانه وتعالى.
فسر قوة المؤمن إفتقاره إلى الله حين تعزو الفضل إلى الله تكون قوياً و حينما تعزو الفضل إلى نفسك و إلى تخصصك و إلى عملك و إلى حسبك و نسبك و مجهودك و اجتهادك فأنت فقير ضعيف.

الله تعالى يخاطب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و هم قمم البشر يخاطبهم في معركة بدر فيقول سبحانه:
( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
هؤلاء قمم إذا كانوا هم القمم يخاطبهم الله بذلك فكيف بي أنا و أنت؟
يوم حنين و معهم سيد الخلق سيد البشرية أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم يخاطبه الله تعالى فيقول:
(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ)

أيها اﻷكارم نحن نحتاج إلى هذا الدرس في القوة كل ساعة نحتاج أن نعرف ضعفنا:
(خلق اﻹنسان ضعيفاً)
يجب عليك أن تعترف أنك ضعيف و قوتك تكمن في تعلقك بالله في استعانتك بالله في توكلك على الله سبحانه وتعالى.
القوي سبحانه وتعالى يمد العبد الطائع بالقوة أكثر مما يمد العبد العاصي فكلما كان العبد مطيعا كلما زادت قوته و كلما كان عاصيا زاد ضعفه فكلما ازدادت طاعتك و ازدادت حسناتك ازداد تعلقك بالله قربك من الله كنت عبدا قوياً ﻻ تضعفك اﻷقدار و لا اﻹبتلاءات و لا الشدائد و إن اجتمعت عليك الجن و اﻹنس و إن كاد لك الجن و اﻹنس لكنك كثير الطاعة كثير الصلاة كثير الصيام كثير الذكر كثير قراءة القرآن فالله يمدك بقوة منه سبحانه فتواجه و تجابه كل هذه الشدائد و اﻹبتلاءات بقوة و عظمة و كلما كنت في معصية و الله لن تحتمل ابتلاء و لن تحتمل الشدائد و مهما أظهرت القوة فأنت ضعيف ﻷنك بعيد عن الله تعالى.
فمن أراد القوة فليستمدها من القوي سبحانه وتعالى
من أراد العزة فليستمدها من العزيز سبحانه وتعالى.
القوي في عزته القوي في عظمته القوي في ملكه في خلقه سبحانه وتعالى.
القوي ﻻ أحد يستطيع أن يرد قضائه و ﻻ معقب لحكمه و ﻻ غالب ﻷمره يعز من يشاء و يذل من يشاء ينصر من يشاء و يخذل من يشاء سبحانه وتعالى ﻷنه القوي فلا أحد يستطيع أن يرد قضائه و ﻻ بتصرف في أمره أو يضر أو ينفع ﻷن المتحكم في هذا كله هو القوي سبحانه وتعالى.
فعلى اﻹنسان دائماً أن ينتبه إلى نفسه و إلى الضعف الذي هو فيه و يستمد القوة من الله يستمد النصر من الله يستمد التأييد من الله يستمد التوفيق من الله لكن ما وسائل إستمداد ذلك كله من الله؟
أن يتعلق بالله أن يكون قريباً من الله أن يطيع الله:
(و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
اﻹنسان الموحد من أعظم الناس قوة.

التوحيد هو أعظم أسباب القوة كلما كنت قوياً في توحيدك و إيمانك بالله كلما ازدادت قوتك:
( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)
(ممَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا)
(له الخلق و اﻷمر)
سبحان الله.
( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)

كلما تقويت في التوحيد و في جانب التوحيد كلما كنت قوياً لا يكون منك أمر رزق وﻻ فقر وﻻ حياة و ﻻ موت ﻷنك تعلم أن هذا كله بيده سبحانه وتعالى القوي سبحانه.
القوي سبحانه إذا علمنا أن الله قوي و تيقنا على هذا اﻹسم العظيم فإذاً علينا أن نتيقن أن القوي هو قاصم الجبارين و مهلك العتاة الظالمين فمهما بلغت قوة العباد و قوة العتاد والله لن تزن إلى قوة الله شيء.
(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )
فهؤلاء الجبابرة و الظالمين المتجبرين مهما وصلوا في قوتهم و مهما نرى من قوتهم و الله لن يصلوا إلى ذرة من قوة الله تعالى و هو أقوى منهم بل لا مجال للمقارنة فهو القوي سبحانه الذي ﻻ مجال بأن يكون هناك نقص في قوته قوته كاملة فأسمائه و صفاته و أفعاله و أقواله كلها لها من الجمال و الكمال و الجلال ما لا نعلم كنهه و ﻻ ندرك نهايته سبحانه وتعالى.

القوي سبحانه وتعالى حينما يستشعر العبد هذه القوة و أنها قوة مطلقة فعلى العبد مباشرة أن يتبرىء من حوله و قوته و أن يعتمد على حول الله و قوته.
و قد علم الرسول صلى الله عليه وسلم أبا موسى اﻷشعري كما ورد في الصحيح أن يقول ﻻ حول و لا قوة إلا بالله و أعلمه أن هذه الكلمة هي كنز من كنوز الجنة. فمن ضاقت عليه السبل و أغلقت في وجهه اﻷبواب انقطعت دونه اﻷسباب و ضعف عن تحمل المشاق و البلاء فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله تنشرح نفسه و يسكن قلبه و تنفرج أساريره بأن الله يمده من قوته سبحانه وتعالى القوي.

من علم أن الله قوي فعليه أن يصبر و أن يعمل في الله خير بالذات فيما يرى من تسلط الظالمين و الجبارين و العتاة و الطغاة، عليه أن يعلم أن الله خو القوي أقوى منهم و أنه سيقصمهم يوماً و ليقرأ في كتاب الله عن مصارع الغابرين يقرأ ماذا قص الله علينا في كتابه و كيف كان من مصارع الغابرين نأخذ من قصصهم العظة و العبرة ماذا وصلوا في القوة ماوصلوا إلى القوة التي عليها هؤلاء الذين في هذا الزمان من جبابرة و عتاة و طغاة لم يصلوا إلى القوة التي وصلوها المتقدمون الذين تقدموا هذا الزمن و كانوا من زمن الغابر:
( إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ،، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ،، وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ،، وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ،، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ،، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ)
فماذا كانت النتيجة؟
( فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ )
سبحانه وتعالى سبحان القوي.

ماحظ المؤمن من هذا اﻹسم العظيم؟
الحظ من هذا اﻹسم يجبأن:
يتنبه المؤمن أن قوته ﻻ تكون في اﻹستقواء على الضعفاء.
انتبه احذر أن تجد في نفسك قوة على ضعيف أن تتجبر على ضعيف على خادم على عامل على ابن على ابنة على زوجة على أم على أب ضعيف.
انتبه احذر فإن آتاك الله قوة في جسدك القوة في بنيتك فانتبه و اتق الله فما من قوي استخدم قوته في ظلم عباد الله و تجبر عليهم إﻻ قصمه الله احذر احذر احذر القوة على المظلومين احذر القوة على الضعفاء من عباد الله كن هينا لينا فالله هو القوي و رغم ذلك هو الرحيم.
قوي في رحمته قوي في حلمه قوي في لطفه قوي في رأفته قوته سبحانه وتعالى التي بها قصم الجبابرة و عاقبهم لم يتعامل بها مع الضعفاء بل هو أحن و أرحم بعبده من الوالدة بولدها فإذا علمت هذا فاعلم:
أن القوة لله جميعاً و أنك عبد ضعيف مهما بلغت قوتك فاستعن بالله و عش بالتواضع و اللين لعباد الله و كن سمحا إذا أعطيت سمحا إذا أخذت سمحا إذا خاصمت سمحا إذا سامحت سمحا إذا بعت سمحا إذا اشتريت ﻷن القوة إن لم تكن قوة في الحق فلا داعي إلى هذه القوة.
و المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير
معنى هذا:
أن المؤمن القوي القوي بإيمانه القوي في تحمل البلاء في تحمل مشاق هذا الدين في تحمل الشرع هذا أقرب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير.
فهذا المؤمن الضعيف يتقوى بالله و يستعين بالله سبحانه وتعالى.
ألا و إن من معاني القوة في هذا الحديث
المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير.
قوة الإيمان و هذا ما يتبادر إلى الذهن جاء في شرح مسلم أن المراد بالقوة هنا عزيمة النفس و القريحة في أمور اﻵخرة و قال:
جاء في شرح اﻹمام مسلم أن المؤمن القوي في إيمانه القوي في بدنه و عمله خير من المؤمن الضعيف في إيمانه الضعيف في بدنه الضعيف في عمله ﻷن المؤمن القوي الذي يكون عنده قوة بدن و عافية في طاعة الله ينتج ينفع المسلمين في قوتهم البدنية التي تصاحبها القوة اﻹيمانية و بقوته العلمية أيضاً نحن نحتاج إلى القوة في العلم القوة في الجهاد في البدن القوة في الذكاء القوة في الفهم القوة في العزم ليحصل تحقيق مصالح المسلمين ليدافع عن المسلمين و عن الإسلام و هذا ﻻ يملكه المؤمن الضعيف فمن هذا الباب يكون المؤمن القوي أحب إلى الله و في كلاهما خير فاﻹيمان كله خير هذا مؤمن و هذا مؤمن لكن يتفاوت اﻹيمان و المؤمن القوي أكثر خيراً لنفسه لدينه ﻷهله لأخوانه ﻷمته في هذا الحديث فيه حث على الققوة و على استمداد القوة يستمد المؤمن أولاً قوته بالله كما قلنا و اﻹيمان بالله ثم يستمد القوة من أمور الدنيا يتقوى على العبادة بطعام جيد برياضة جيدة بنوم جيد حتى يتقوى على تكاليف الشرع و تكاليف الدين و الله سبحانه وتعالى يقول:
( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)

قوة في اﻹيمان و في العقيدة  و في العمل و في البدن و هذا ما ينفع اﻹسلام و المسلمين.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدني و إياكم من قوته و أن يعيننا على الشدائد و على البلاءات و على تكاليف الشرع و تكاليف الدين فالتكاليف عظيمة و نحتاج إلى قوة و توفيق من القوي سبحانه وتعالى و لنكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه ﻻ حول و لا قوة لنا إلا بالله.
هذا و الله أعلم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
و صلى الله و سلم و بارك على محمد و آله و صحبه أجمعين.

تفريغ طالبة علم
نفع الله بها وأحسن إليها وجعل هذا العمل في موازين حسناتها

إلقاء ومراجعة: الأستاذة سوزان المشهراوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله