تفريغ الدرس السابع من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (المتكبر) جلّ جلاله

اسم الله ((المتكبر)) جلّ جلاله
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد اﻷنبياء وأشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
اللهم ربنا لك الحمد على ما هديتنا ورزقتنا وعافيتنا لك الحمد باﻹسلام ولك الحمد باﻹيمان ولك الحمد بالقرآن
و لك الحمد بالمال واﻷهل والولد جمعت فرقتنا وكبدت عدونا و فرجت عنا لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضا و أصلي و أسلم و أبارك على حبيبي و قرة عيني محمد  و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً و بعد.

أيها اﻷحبة نشرح اليوم بإذن الله تعالى في هذا الدرس اسمه سبحانه وتعالى: ((المتكبر)).
المتكبر سبحانه وتعالى هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى الذي ثبتت في كتابه يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)

المتكبر سبحانه وتعالى قال الخطابي:
المتعالي عن صفات الخلق، هو الذي يتكبر على عتاد خلقه إذا نازعوه العظمة فيقسمهم.
والتاء في التكبر تاء التفرد والتخصص بالكبر ﻻ التعاطي والتكلف.

يعني أن هذه التاء خاصة بالله تعالى بأن الكبرياء الحقيقي هو في حق الله سبحانه وتعالى ويدل على الكمال في حق الله سبحانه وتعالى فكل شيء في هذه الدنيا حقير مهما تكبر و مهما بلغ في التكبر إﻻ الله سبحانه وتعالى فتكبره حق وتكبره عن كمال سبحانه وتعالى.
والتكبر خاص فهو المتفرد بالتكبر والمتفرد بالكبر والمتخصص بذلك.

المتكبر سبحانه وتعالى هو الذي يرى الكل حقيرا باﻹضافة إلى ذاته وﻻ يرى العظمة والكبرياء إﻻ  لنفسه وﻻ يتصور ذلك على اﻹطلاق إلا لله سبحانه وتعالى.
الكبرياء هو العظمة والملك و هو دال على كمال الذات و كمال الوجود وﻻ يوصف بذلك إلا الله سبحانه وتعالى.
الكبرياء في صفات الله صفة مدح وثناء، التكبر في صفات الخلق صفة نقص وذم.

العبد المتكبر مذموم مطرود من رحمة الله هذا مستبعد من رحمة الله سبحانه وتعالى لكن الكبر في حق الله هي صفة مدح وثناء ﻷنه تكبر سبحانه بربوبيته فلا شيء مثله، تكبر بألوهيته فلا إله غيره، تكبر على كل سوء سبحانه وتعظم عما ﻻ يليق به من الصفات المذمومة أو صفات الذم سبحانه متفرد بالكبرياء متفرد بالعظمة ملكه ليس له زوال، عظمته ليس لها انتقال سبحانه كما قال في الحديث القدسي سبحانه:
العزة إزاري والكبرياء ردائي فما نازعني عذبته.

هذا الاسم العظيم له فقه خاص به:
أول ذلك الفقه أن الله تعالى هو الكامل في ذاته و صفاته و أفعاله لذا فإنه يستحق وحده صفات الكبرياء و العظمة؛ لذلك وحده هو الواحد سبحانه ﻻ شريك له ﻻ شبيه له ﻻ نظير له ﻻ مثيل له قال عن نفسه: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) لذلك استحق سبحانه الكبرياء استحق العظمة في سماواته وأرضه وليس ﻷحد من العباد أن ينازعه في هذه الصفة العظيمة صفة التكبر والكبر: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

*من فقه هذا الاسم العظيم أنه ﻻ يجوز لغير الله أن يكون متكبرا يتصف أو يتصف بهذه الصفة ﻷن الله تعالى نهى عن ذلك ونهى عن التكبر بل بين سبحانه وتعالى في كتابه أنه طبع على قلوب المستكبرين: (كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)

من فقه هذا الاسم أيضاً أن الكبر يفسد نفوس العباد يدنسها فينسون ما يتصفون به من العجز أنا و أنت خلقنا و فينا العجز و فينا القصور و فينا النقص و الضعف و الفقر و الزوال كل العباد هكذا فمن تكبر على خلق الله فكأنه ينفي عن نفسه شيء من هذا و هذا غير صحيح و غير مقبول و هذا مردود والله ﻻ يحب هذا.

فالكبر يفسد النفس ويدنسها ومن تكبر على الخلق وتعالى عليهم واحتقرهم و ظلمهم فإن الله سبحانه وتعالى جعل الجزاء من جنس العمل فهو أهون على الله تعالى من أي شيء والله سبحانه وتعالى سيجازيه عن هذا الكبر يوم القيامة، حتى إنه جاء في الحديث: (أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة في أرض المحشر كأمثال الذر يطئهم الناس بأقدامهم) ﻷنهم في الدنيا تكبروا والجزاء من جنس العمل.

كلما تكبر اﻹنسان وتعاظم كلما كان جزاؤه أن يحقره الله أن يصغره الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى مع كبريائه متصف بالعظمة متصف بالعدل متصف بالغفران متصف بالود متصف بالرأفة على عكس العبد؛ العبد ﻷن الكبر في حقه نقص وذم فكل من تكبر لم يعدل كل من تكبر ظلم كل من تكبر قسى كل من تكبر لم يعفو لم يحلم لم يغفر وهذا في حق المخلوق أما الخالق سبحانه وتعالى فلأنه متكبر وﻷن هذه الصفة في حقه صفة كمال فهو رغم تكبر رحيم عدل عفو غفور رؤوف ودود سبحانه وتعالى لطيف.

هذا الاسم له أثر في حياة الناس!
آثار التكبر في الحياة ﻻ يحصيها العبد فما أكثر المتكبرين الذين تكبروا في اﻷرض وعتو فيها وعثوا فساداً ثم كانت عاقبتهم الذل والهوان.
كل متكبر عاقبته الذل والهوان.
أعظم مفتاح للشر هو التكبر ويدل على ذلك أن آدم عليه السلام لما تواضع في ذنبه نال العفو و الكرامة من الله، وأن إبليس عليه لعنة الله لما تعاظم و تكبر في ذنبه نال الذل و الهوان من الله كما قال سبحانه: (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)

أما آدم لما عصى ما كان منه إلا أن قال: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
و الله سبحانه وتعالى يقول: (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)
ﻷن آدم تواضع في ذنبه وانكسر وذل لرب العالمين فكان الجزاء من جنس العمل هذا الانكسار والتواضع و الذل لله كان مقابلها العفو والغفران و الرحمة من الرحيم سبحانه وتعالى.
فالكبر والتكبر آثره في حياة الناس كثير جداً وعاقبته ذل وهوان .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه يمشي متكبرا يرى أنه ﻻ أحد مثله مرجل رأسه يختال في مشيته فخسف الله به فهو يتجلجل في اﻷرض إلى يوم القيامة).
هذه عواقب الكبر هذه عواقب التكبرَ.

كذلك هناك بعض القصص التي وردت في حياة السلف قصص كثيرة جداً ﻻ نستطيع أن نحصيها في درس كهذا أذكر منها قصة رجل:
هذا الرجل كان من اﻷغنياء كان يطوف بالكعبة وحوله خدمه وأعوانه يطردون الناس عنه ﻷنه يريد أن ينفرد بالطواف فالخدم حوله وغلمانه وحراسه يطردون الناس عنه حول الكعبة وانقضى الزمان ورآه أحد هؤلاء الناس الذين كانوا معه في الطواف، وكان يدفع رآه على جسر في  بغداد يتكفف الناس يشحذ فقير معدوم ذليل هين فقال له: أليس أنت الذي كنت و كنت  كنت في ذلك المكان وذلك الموضع وعند الكعبة وحراسك يدفعون الناس عنك حتى تطوف وحدك؟ ما الذي فعل بك هكذا؟ قال: نعم، قال: فما الذي حدث؟ قال: تكبرت في موضع يتواضع فيه الناس عند بيت الله عند كعبة الله فأذلني الله في مكان يرتفع فيه الناس.
الجزاء من جنس العمل!

كذلك أيها الإخوة يروي محمد بن الفضل الجرجاني يقول: كنت أتولى ضياع عجيف قائد المعتصم وكان متكبرا جبارا.
المعتصم كان له قائد وكان هذا الرجل محمد بن الفضل فكان يتولى ضياع هذا القائد للمعتصم، وكان اسمه عجيف وكان متكبرا جبارا فرفع إليه أني خنته وأخربت ضياعه جاءه أحد تكلم عند هذا عجيف وقال له: فلان هذا محمد بن الفضل قد خانك وأخرب ضياعك، قال: فانفذ إلي من قيدني وأدخلت عليه قال فلما نظر إلي شتمني، وقال: أخربت الضياع و نهبت المال ﻷقتلنك شر قتلة، قال: فبلت على نفسي من شدة الخوف فرآني كاتب عجيف، قال لعجيف -هذا القائد الظالم-: عز الله  القائد أنت اليوم مشغول وقتل هذا في أيدينا يعني في أي يوم نستطيع أن نقتله لن يفوت، فأمر به إلى السجن حتى تفرغ من أعمالك وبعدها نتفرغ عليه و نقتله ونفعل في أمره ما نفعل، فرضي وحبس ذلك الرجل إلى أن مضت اﻷيام ومضت الدهور ثم كان أن عجيف هذا قتله المعتصم، هو كان قائد عند المعتصم فقتله المعتصم واطلق سراح محمد بن الفضل، قال: ثم عملت في ديار بني ربيعة فنزلت إحدى الضياع و خرجت من الليل إلى تل في الصحراء ﻷبول، هذا الكلام يقوله محمد بن الفضل الذي ظُلم، والذي تطاول عليه عجيف وتكبر عليه.
قال: فخرجت ليلة من داري إلى تل مكان مرتفع من اﻷرض في الصحراء. خرج ليبول قال: فخرج إلي أحد الناس فقال لي: أتدري على من تبول؟
قلت: على تل من تراب.
فقال: هذا قبر رجل يعرف بعجيف قائد من قوات المعتصم، كان قد سخط عليه المعتصم فأمر به مقيداً إلى هنا ثم قتل، ثم طرح في هذا المكان تحت الحائط، ودفن في هذا المكان.
قال محمد بن الفضل: فعحبت من بولي خوفاً منه، ومن بولي عليه! سبحان الله!
انظروا إلى التكبر وكيف أن التكبر والتعاظم على خلق الله وظلمهم و التعالي عليهم أن عاقبته خسرا والعياذ بالله.

من آثار اﻹيمان هذا الاسم:
أن الله أكبر من كل شيء وأكبر أن يعرف كنهه وكنه كبريائه وعظمته.
أن التكبر ﻻ يليق إلا به.
فصفة السيد التكبر والترفع؛ أما العبد أمثالي وأمثالك فصفته التذلل والخشوع والخضوع له سبحانه وتعالى.

ما آثار هذا الاسم على العبد المؤمن؟
وما حظي وحظك من هذا الاسم؟

أول أثر: التواضع والانكسار.
التواضع: أن يخضع للحق وينقاد له إذا أتاك الحق حتى لو من عدو فلتقبل الحق هذا هو التواضع الصحيح.
التواضع: أن يخضع للحق وينقاد له ويقبله من أي أحد كان حتى لو كان من عدو له.
من آثار هذا الاسم:
لين الجانب وقهر النفس في غير ذلة.
ﻻ نتذلل للعباد وﻻ نبدي الذلة والهوان، فالمؤمن عزيز النفس؛ لكن من صفات المؤمن هين لين ﻻ يتجبر ﻻ يتكبر ﻻ يتمسك برأيه وﻻ بكلمته وﻻ يلين.
الكبر إذا تمكن في قلب العبد كدر هذا العبد حتى ظهرت آثار الكبر على هذا اﻹنسان تظهر حتى على قسمات وجهه أيها الأخوة.

و الله المتكبر يظهر الكبر على قسمات وجهه و في زلات لسانه، قد يحاول أن يظهر للناس التواضع إﻻ ويظهر الكبر في كلماته إﻻ ويظهر الكبر في نظراته  إﻻ ويظهر الكبر في مشيته إﻻ ويظهر الكبر في تصرفاته لذلك قيل:
التواضع من تصفية الباطن تلقى بركاته على الظاهر، والتكبر والعياذ بالله العكس.
في التواضع يظهر بركة التواضع على الظاهر، و في الكبر تظهر ظلمة الكبر على الظاهر.

من آثار اﻹيمان باسمه المتكبر سبحانه وتعالى:
الخوف منه والحياء ﻷنه سبحانه وتعالى المتكبر ﻷنه سبحانه وتعالى العظيم على عباده فعلينا أن تستحيي منه.
نحن اﻵن نستحيي من ذي المكانة في قومه نستحي من كبير المكانة في قومه نستحيي من الوزير من اﻷمير نستحيي من صاحب المكانة من المدير والله أحق أن يُستحيا منه.
علينا أن نستحيي من الله سبحانه وتعالى نستحيي أن نعصيه في خلواتنا نستحيي أن نتحدث بما نغضبه علينا نستحيي أن نتلفظ بما يُستحيا منه.

كذلك من آثار اﻹيمان باسمه المتكبر سبحانه وتعالى:
اﻹعراض عن حطام الدنيا، اﻹعراض عما في الدنيا من متاع زائل ﻷن كل ذلك هو إلى فناء كل الدنيا إلى فناء.
اﻹنسان غالباً ما يتذكر إذا تذكر إما يتكبر بماله إما يتكبر بنسبه بجاهه إما يتكبر بمكانته في المجتمع إما يتكبر بمسكنه بملبسه بمشربه بأي شيء كل هذه عوامل تكبر وكل هذه مواضع يستطيع اﻹنسان أن يتكبر بها.

فمن آثار اﻹيمان باسمه المتكبر سبحانه وتعالى:
أن يعرض عن هذا الحطام كله وإن ملكه.
إن ملكت المال والمسكن والمأكل المشرب الجاه لكن من المفترض أن ﻻ يؤثر هذا في قلبك أن ﻻ يؤثر على تواضعك أن ﻻ يؤثر على حقيقة نفسك أنك عبد ذليل ضعيف خلقت من ماء مهين الله خلقنا فسوانا فعدلنا وقد خلقنا ولم نكن شيئاً.

من آثار اﻹيمان باسمه المتكبر سبحانه وتعالى:
اليقين بأنه ما من متكبر أو طاغية أو ظالم إﻻ سيقصمه الله (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ)
وهذه غاية الذلة والجزاء من جنس العمل ﻷنهم تكبروا في الدنيا فأذلهم الله يوم القيامة: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)
ما من متكبر وطاغية وظالم إﻻ سيقصمه الله في الدنيا والآخرة.
حتى في الدنيا سيرى نتيجة هذا التكبر والكبر على عباد الله من ظلمهم والقسوة عليهم واغتصاب حقوقهم.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم يحشر الجباررون والمتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطئهم الناس يغشاهم الذل والهوان من كل مكان.
نسأل الله أن يذل الظالمين وأن يقصم الطغاة المجرمين إنه على ذلك قجير.
تكبر اﻹنسان آفة آتية من جهله.
من أين يأتي هذا التكبر تكبري وتكبرك تعالي وتعاليك تعاظمي وتعاظمك؟
منشأه الجهل.
الجهل بماذا؟
الجهل بنفس هذا العبد والجهل بعظمة الله العظيم وكبرياء المتكبر سبحانه وتعالى.

من جهل نفسه وأنه خلق من عدم وأنه ذرة في هذا الكون وأنه هباءة صغيرة تحيا على ظهر ذرة في هذا الكون.
هذه اﻷرض هي ذرة في ملكوت الله.
على عظم هذه اﻷرض هي ذرة في ملكوت الله وأنا وأنت هباءة صغيرة نحيا على هذه الذرة.
فاﻷرض ذرة في هذه المجرة والمجرة هذه التي تعتبر اﻷرض فيها ذرة هي ذرة في رحاب الكون الفسيح في السماء الدنيا وما السماوات بالنسبة لكرسي الرحمن إﻻ كحلقة في فلاة، الكرسي هو موضع قدم الرحمن سبحانه وتعالى.
السماوات واﻷرض بمن فيها ما هي إلا كحلقة ألقيت في فلاة
انظر حلقة ألقيت في فلاة صحراء عظيمة هذه نسبة السماوات إلى كرسي الرحمن سبحانه وتعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)

و عرش الرحمن الذي أحاط بجميع المخلوقات وبالسماوات واﻷرض و بالجنة و النار و كل ما خلق الله تعالى مما ﻻ علم لنا به هو أعظم من ذلك أعظم من هذا الكرسي ﻷنه مكان استواء الرحمن سبحانه وتعالى: (فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
فعظمة الله ليس لها حدود وتكبر الله وكبرياء الله ليس له حدود وهو كمال في حق الله فنحن العباد ﻻ شيء.

إذاً علينا أن نكتسب من صفة التكبر هذه الحياء ﻷن الله كبير ﻷن الله عظيم ﻷن الله متكبر متعال على جميع عباده سبحانه وتعالى العلي المتعالي عن صفات الخلق سبحانه.
متكبر عن ظلم العباد رغم تكبره وكبرياءه إﻻ أنه ﻻ يظلم عباده سبحانه وتعالى ﻻ يظلم أحداً من عباده سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعاملنا برحمته يعاملنا بلطفه يعاملنا بحلمه يعاملنا بوده برأفته سبحانه وتعالى أن ﻻ يعاملنا بعدله فهو العدل سبحانه الكبير المتكبر ذو الكبرياء والعظمة ﻻ إله إلا الله.
اللهم اعف عنا وتقبل منا وتجاوز عنا وارزقنا حسن اﻹنكسار بين يديك وصدق اللجوء إليك وحسن التوكل عليك.
اللهم ارزقنا التواضع لخلقك.
هذا والله أعلم.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريئان مما أقول.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تفريغ طالبة علم
نفع الله بها وأحسن إليها وجعل هذا العمل في موازين حسناتها
مراجعة: الأستاذة سوزان المشهراوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله