تفريغ الدرس الثامن من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (العظيم) جلّ جلاله

اسم الله ((العظيم)) جلّ جلاله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد اﻷنبياء وأشرف المرسلين سيدنا محمد على آله و صحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم.
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
سبحان ذي الجلال والكبرياء سبحان من تضاءلت لعظمته المخلوقات العظيمة وصبرت لكبريائه السماوات السبع ومن فيهن واﻷرضون السبع ومن فيهن وافتقر إليه العالم العلوي والعالم السفلي وخشعت له اﻷصوات ولهجت بذكره وحمده المخلوقات تسبح له السماوات السبع واﻷرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن ﻻ تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا.
و أصلي وأسلم و أبارك على حبيبي وقرة عيني محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
و بعد:

في هذا الدرس بإذن الله تعالى سنشرح اسم الله العظيم جل جلاله سبحانه وتعالى.
(العظيم)سبحانه
العظيم الذي جاوز القدر وجل عن حدود العقل العظيم الذي ﻻ يتصور اﻹحاطة بكنهه وحقيقته، العظيم سبحانه وتعالى في ذاته العظيم في صفاته العظيم في أفعاله العظيم في ملكه وسلطانه العظيم في خلقه وأمره العظيم في دينه وشرعه، سبحانه ذو العظمة والجلال والكبرياء.
ورد اسمه العظيم سبحانه وتعالى في قوله تعالى: (كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
وأيضاً ورد في قوله تعالى: ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)
كذلك ورد في أعظم آية في كتاب الله سبحانه وتعالى ألا وهي آية الكرسي في ختام اﻵية يقول سبحانه وتعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)

سبحانه هو العظيم الذي يعظمه خلقه و يهابونه سبحانه اﻹله العظيم اﻹله الحق الذي يجب أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة وحده ﻻ شريك له لماذا؟
أولاً: لكمال صفاته ثم
لعظيم نعمه ثم،
ﻷنه الحي القيوم الملك المالك لكل شيء ثم ﻷنه،
الخالق لكل شيء ثم أنه الرزاق لكل أحد لكل مخلوق يعلم الظواهر يعلم البواطن يعلم الغيب يعلم الشهادة سبحانه وتعالى.

سبحانه عظيم في عباده عظيم في عطائه عظيم في علوه عظيم في رفعته عظيم في إبداعه في الكون لو نظرنا إلى الكون لوجدنا عظيم إبداع الله سبحانه وتعالى، عظيم في إيجاده للمخلوقات للخلق، عظيم سبحانه في عزته في عدله في ثناءه سبحانه وتعالى ﻻ نحصي ثناء عليه له العظمة المطلقة لا أحد يساويه في عظمته وﻻ أحد يدانيه في عظمته.

عظمته مطلقة جاوزت جميع حدود العقول حتى أنه ليس هناك أحد يستطيع أن يحيط و ﻻ أن يتصور تلك العظمة. سبحانه وتعالى خلق الخلائق كلها دبر اﻷوامر كلها: (أﻻ له الخلق و اﻷمر تبارك الله رب العالمين) سبحانه.

عظيم ﻻ يعجزه شيء، حينما تعلم أن الله عظيم فاعلم أنه ﻻ يعجزه شيء سبحانه و ﻷنه عظيم ﻻ يخفى عليه شيء و ﻷنه عظيم ﻻ يمكن ﻷي شيء اﻹمتناع عليه و ﻷنه عظيم فهو قائم على كل نفس بما كسبت و ﻷنه عظيم فإنه ﻻ يطاع إﻻ بعلمه و ﻻ يعصى إﻻ بإذنه، و ﻷنه عظيم ﻻ يمكن أن يعصى كرها و ﻻ يستطيع أحد أن يعصي ربه أو أن يعصى الله  كرها فلا يعصيه أحد إﻻ بعلمه سبحانه وتعالى إﻻ بإذنه سبحانه وتعالى وﻻ يستطيع أن يخالف أمره أحد قهرا ﻷنه عظيم محيط بكل شيء سبحانه عليم بكل شيء قادر على كل شيء تلك العظمة و تلك القدرة التي صاحبت تلك العظمة جاوزت كل قدرة و جاوزت كل عظمة و تلك القدرة و تلك العظمة جاوزت جميع حدود العقول و حدود التصورات و حدود اﻷفكار جاهل من عصاه جاهل من لم يخشاه ضال من أشرك معه

( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

من معاني التعظيم الثابتة له سبحانه نوعان:
النوع اﻷول:
أنه موصوف بكل صفة كمال فله من الكمال أكمله و أعظمه و أوسعه فهو سبحانه أعظم من كل عظيم؛ نعم هناك عظماء في الدنيا هناك عظماء في المخلوقين لكن هؤلاء عظمتهم كلها ناقصة فهي عظمة في زمان دون زمان و عظمة في مكان دون مكان و عظمة على مخلوقين دون مخلوقين لكنه سبحانه عظيم عظمة مطلقة في وجوده كلها و أعظم من كل عظيم في علمه في قدرته في قهره في سلطانه في نفاذ حكمه له العلم المحيط و القدرة النافذة و الكبرياء و العظمة .

من عظمته سبحانه أن السماوات و اﻷرضين في كفه  أصغر من الخردلة سبحانه وتعالى العظيم كما قال ذلك ابن عباس و غيره لو تأملنا نحن هذه النجوم العملاقة في السماء يترائ النجم ﻷهل اﻷرض صغير جداً ﻻ يكاد يرى، يرى بريق من بعيد شيء يبرق كأنه حبة خردل في السماء هذا نجم عملاق هذا نجم يفوق اﻷرض التي نعيش عليها بملايين المرات هذا النجم الذي نراه صغير جداً كنقطة في السماء حجمه يفوق اﻷرض التي نعيش عليها بملايين المرات كيف نراه في تلك الليلة المظلمة في الفضاء السحيق؟ كأنه هباءة نقطة في بحر.

الله تعالى السماوات و اﻷرضين بعظمتها و بم فيها من مخلوقات و بما فيها من كواكب و بما فيها من مجرات و بما فيها من نجوم و بما فيها كلها في كفه سبحانه أصغر من الخردلة ﻻ إله إﻻ الله( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
هذا المعنى اﻷول من معاني تعظيم الله.

المعنى الثاني من معاني تعظيم الله:
أنه ﻻ يستحق أحداً من الخلق أن يعظم كما يعظم الله تعالى فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه.
كيف يعظموه؟
التعظيم أيهاالإخوة ليس باللسان فقط ليس بالكلام فقط؛ التعظيم أن يعظموه بقلوبهم أن يعظموه بألسنتهم أن يعظموه بجوارحهم أن يبذلوا الجهد و العلم في معرفته.
من لم يعرف ربه فلن يعظمه علينا أن نتعرف على الله أن نتعرف من هو الله أن نعرف نعبد من نحن نتوجه لمن.
من عرف الله أحبه لا محالة كما قال ابن القيم و أيضاً خافه ﻻ محالة.

كل شيء تخاف منه تبتعد عنه إﻻ الله سبحانه وتعالى كلما خفت منه كلما اقتربت منه.
إذاً علينا أن نبذل الجهد و العلم في معرفته في محبته في الذل للعظيم في الانكسار للعظيم الخضوع للعظيم الخوف من العظيم إعمال اللسان دائماً بالثناء عليه سبحانه و هذا من واجبات عظمته علينا نحن كبشر أن نعمل ألسنتا بالثناء عليه أن نعمل جوارحنا بشكره بعبوديته أن نطيعه فلا نعصيه أن نذكره فلا ننساه أن نشكره فلا نكفره سبحانه وتعالى.

من آثار عظمة الله في خلقه في هذا الكون العظيم:
حينما ترى تلك اﻷجرام الجامدة و الكتل الهائلة في هذا الكون العظيم تجري في منتهى النظام تجري في ميزان عظيم و تجري بحكمة عجيبة و بصور متباينة و تمشي في مسافات مختلفة و حركات متنوعة تخيلي لو حصل خطأ أو خلل ضيئل جداً في مسارات تلك المجرات و تلك النجوم لحدثت انفلاتات كونية كبيرة جداً و اصطدامات هائلة و لتدمر الكون تدميرا كاملاً و كان هباءا منثورا فسبحان العظيم الذي ليس لعظمته حد سبحانه وتعالى.
من تعظيمه عدم تشبيهه بخلقه.

كيف نعظم الله ؟
أن ننفي عنه الشركاء أن ننفي عنه اﻷنداد أن ننفي عنه النظراء ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.
من تعظيمه أن نوحده في العبادة أن نعبده وحده لا شريك له.
من تعظيمه تعظيم كتابه تعظيم القرآن الكريم.
القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، القرآن أنزله و تحدث به و تكلم به العظيم سبحانه وتعالى فيجب علينا تعظيم هذا الكتاب العظيم تعظيم هذا الكلام العظيم من الرب العظيم فلا نستهين بكتابه.

من صور الاستهانة بالله سبحانه وتعالى و بالقرآن العظيم:
1)هجره؛ هجره إما هجر تلاوته أو هجر العمل به أو هجر الاستشفاء به.
2)أن يقرأ في اﻷماكن التي من المفترض أن ﻻ يقرأ فيها فالقراءة في بعض تلك اﻷماكن التي سأذكرها هو امتهان لكتاب الله و تقليل من شأن هذا الكتاب العظيم حينما يقرأ على الموتى، حينما يقرأ في أماكن العزاء في أماكن يجتمعون الناس فيه للعزاء فيقرأون القرآن ﻷن العزاء غالباً يكون فيه قراءة القرآن ترتبط قراءة القرآن دوماً بمجالس العزاء هذا من اﻹستهانة بكلام الله فكلام الله لم يكن و لم يتكلم به .

الله أنزل علينا هذا الكلام العظيم كي نعظمه كي نرفع شأنه كي نعمل به كي نتلوه كي نستشفي به كي نتبعه كي نعمل بما فيه لم ينزله علينا لكي يقرأ في مجالس العزاء أو يقرأ على اﻷموات، الميت قد مات فكيف يقرأ عليه القرآن و ماذا تنفع قراءة القرآن على ميت هذه من البدع التي انتشرت بين الناس و التي تقع كثيراً بين العامة.
القرآن نزل أيها الإخوة كما هو معروف لهداية البشر نزل ﻹحياء القلوب ألم يقل سبحانه وتعالى:
( لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ)

حفظ القرآن ليس بواجب و ليس بفرض و ﻻ يعاقب اﻹنسان على عدم حفظه للقرآن لكن العمل بالقرآن هو الواجب.
نجد عند بعض المعلمين أن الطالب أو الطالبة إذا لم يحفظوا المقرر عليهم طلب منهم أن ينسخ القرآن كتابة عقاباً على اﻹهمال في الحفظ و نقول بئس المعلم هذا المعلم و بئس المعلمة تلك المعلمة التي تجعل القرآن عقوبة القرآن ليس عقوبة أيها الإخوة يجب علينا أن نفهم هذا لو كنتن تعرفون من المعلمين أو المعلمات من يفعل هذا فحذروه فاﻷمر خطير قد ﻻ يعلم اﻹنسان بخطورة هذا اﻷمر لكن يجب أن يعلم أن القرآن ليس بعقوبة.
من عاقبت الطالب أو الطالبة بأن تنسخ اﻵيات عشر أو عشرين أو أي عدد فكذلك عقوبة من المعلم أو المعلمة هذه العقوبة تنافي احترام كلام الله تنافي تعظيم كلام الله سبحانه وتعالى.

من تعظيم كلام الله:
وجوب الإنصات عند سماع القرآن(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
يجب على من يسمع القرآن أن يستمع و ينصت؛ كثير من الناس اﻵن يفتحون إذاعة القرآن و يتركونها تعمل و القراء يقرأون في المنزل و هناك من يتحدث و هناك من يتكلم و ربة المنزل في المطبخ الأوﻻد يتحدثون و يلعبون و يلهون و القرآن يقرأ و الكل مشغول عن هذا و هذا ﻻ يجوز يحرم فعل هذا ﻷن من تعظيم الله تعظيم كلامه و من تعظيم كلامه اﻹنصات لهذا الكلام.
كذلك في اﻷسواق و المحلات التجارية و اﻷماكن العامة أصحاب المحلات يشغلون القرآن هم يفعلون هذا بحسن نية ﻻ يريدون أن يشغلوا اﻷغاني يشغلون الناس بأمور محرمة مثلاً فنيتهم حسنة لكن فعلهم غير صحيح فعلهم هذا ﻻ يجوز محرم ﻷن تعالى يقول(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

من تعظيم الله تعالى:
تعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم.
كيف نعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نعظمه بمحبته بتوقيره بعدم التقدم بين يديه نعظمه بمتابعته نعظمه باﻷخذ بسنته نعظمه باﻹهتداء بهديه نعظمه بكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، نعظمه بنشر سيرته بين الناس نعظمه باتباع شرعه باتباع سنته صلى الله عليه وسلم فهو النبي الكريم و هو خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم الله تعالى يقول(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)
كن أراد محبة الله من أراد تعظيم الله فليحب رسوله صلى الله عليه وسلم باتباعه و اتباع سنته و اتباع نهجه.

من تعظيم الله سبحانه وتعالى:
اﻹكثار من ذكره في كل وقت في كل حين، البدء باسمه في كل اﻷمور التوكل عليه الإكثار من حمده اﻹكثار من الثناء عليه.
من تعظيم الله أن يكون ذكر الله على لسانك في كل وقت.
من أحب شيئاً و من عظم شيئاً أكثر من ذكره.
اذكروا الله كثيراً كما قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى يدل على محبة الله و تعظيمه.

من تعظيم الله سبحانه وتعالى:
تعظيم شعائر الله
أعظم شعيرة من شعائر دين الله بعد التوحيد الصلاة.
ذكرنا في بداية حديثنا تعظيم الله نوعان:
اﻷول:
توحيده سبحانه وتعالى و عدم نسبة أي شريك مع الله و ﻻ أي ند له.
ثم من تعظيمه تعظيم شعائره و أعظم شعيرة هي الصلاة و ما أكثر الذين يضيعون الصلاة في هذه اﻷزمان للأسف الشديد أصبح اﻵن تضييع الصلاة أمر معتاد عند كثير من الناس و الله من لم يعظم الصلاة و أمر الصلاة ما عظم ربه سبحانه وتعالى.

الصلاة أيها الإخوة أمرها عظيم، فرضت فوق سبع سماوات في فرضت في ليلة اﻹسراء ليس من عبادة فرضت في ليلة اﻹسراء إﻻ الصلاة فكيف نرى أن أناس كثير جداً يضيعون هذه الشعيرة العظيمة التي ينتفع فيها العبد قبل أي شيء و الله من أخر الصلاة و من تهاون في الصلاة فحياته هم و غم و نكد و بلاء و شدة و الله لن يجد للحياة لذة من ضيع الصلاة ضيعه الله.

الصلاة هي عمود اﻹسلام و الله تعالى يقول: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) إضاعة الصلاة في هذه اﻵبة فقط تأخيرها عن وقتها فكيف بمن تركها بالكلية نسأل الله السلامة و العافية و نسأله الهداية.

نحرض أبناءنا على الصلاة نحرض أزواجنا على الصلاة نحرض هذا الجيل على الصلاة نحرض أقربائنا و أهلنا و أصدقائنا كل المجتمع نحرضه على الصلاة و على إقامة الصلاة:
(إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

العهد الذي بيننا و بينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر.
كثير من النصوص تدل على عظم هذه الشعيرة و من تعظيم الله تعظيم هذه الشعيرة العظيمة ثم تعظيم باقي الشعائر كالصيام و الزكاة و الحج و الصدقة و غير ذلك كل ذلك من تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)

من تعظيم الله سبحانه وتعالى:
العمل بأوامر الله التي أمر بها و اﻹنتهاء هما نهى عنه و قلنا أن أعظم أوامر الله لنا هي التوحيد و بعد ذلك كثير من اﻷوامر من تعظيم الله أن نأتي هذه اﻷوامر.
من تعظيم الله ترك ما نهى الله عنه اﻹنتهاء عما نهى الله عنه الخوف من الله .
من علم أن له ربا عظيماً خافه و خاف لقائه و خاف يوماً يلقاه فيه:
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)

من آثار اﻹيمان باسمه(العظيم)
أمر مهم جداً:
أن يعلم المخلوق أن هناك فرق بين عظمة الخالق و عظمة المخلوق.
فحينما نقول أن الله عظيم فيعني أن الله انفرد بالعظمة المطلقة له وحده؛ في المقابل هناك عظماء قد يكون عبدا عظيماً في شبابه و أخر عظيماً في ملكه و أخر عظيماً في ماله و أخر عظيماً في قومه و أخر عظيماً في حسبه لكن ﻻ يمكن أن يكون هناك إنسان عظيم في كل ذلك.
فعظمة الخلائق كلها ناقصة أما عظمة الله تعالى فهي العظمة الكاملةو كل الخلائق ذليلة منكسرة مضطرة إلى هذا العظيم سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تعظيمه سبحانه وتعالى على أداء أوامره و اجتناب نواهيه.
من الألفاظ التي ورد فيها تعظيم الله سبحانه وتعالى و التي وردت في السنة و ما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم سبحان ذو الجبروت و الملكوت و الكبرياء و العظمة سبحان الله وبحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته.

و ﻷن العظيم اسمه العظيم سبحانه وتعالى له أثر في تفريج الهموم من عظم الله علم أن كل ما دون الله ذليل حقير فالله العظيم هانت عليه الدنيا و ما فيها بابتلاءها بشدائدها بهمومها بغمومها بكل ما فيها تهون أمام عظمة الله تعالى لذلك كان من دعاء الكرب الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم ﻻ إله إلا الله العظيم الحليم ﻻ إله إلا الله رب العرش العظيم ﻻ إله إﻻ الله رب السماوات و رب اﻷرض رب العرش الكريم.
إذاً ورد هذا اﻹسم العظيم في دعاء الكرب ﻻ إله إلا الله رب العرش العظيم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تعظيمه و على إجلاله و على حسن الثناء عليه و على طاعته و أن يتقبل منا أعمالنا و أن يغفر لنا تقصيرنا و أن يعيننا على ذكره و شكره و حسن عبادته.
 اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وجزيل عطاءك و تتابع إحسانك تقبل منا ربنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اغفر لنا ما قدمنا و ما أخرنا و ما أسررنا و ما أعلنا و ما أنت أعلم به منا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و بارك على محمدو على آله و صحبه أجمعين.


تفريغ طالبة علم
نفع الله بها وأحسن إليها وجعل هذا العمل في موازين حسناتها
مراجعة: الأستاذة سوزان المشهراوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله