الدرس السادس عشر في شرح أسماء الله الحسنى. ((الحميد))

(الحميد جلَّ جلاله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيد اﻷنبياء و أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم.
اللهم ربنا لك الحمد كله و لك الملك كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع اﻷمر كله علانيته و سره فأهل أنت تحمد و أهل أنت تعبد.
اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات و ملء اﻷرض و ما بينهما و ملء ماشئت من شيء بعد أهل الثناء و المجد ﻻ ما نع لما أعطيت و ﻻ معطي لما منعت و ﻻ ينفع ذا الجد منك الجد سبحان من تعطف بالعز و قال به سبحان من لبس المجد و تكرم به سبحان من ﻻ ينبغي التسبيح إﻻ له سبحان ذي الفضل و النعم سبحان ذي المجد و الكرم سبحان الذي أحصى كل شيء علماً سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم و أصلي و أسلم و أبارك على حبيبي و قرة عيني محمد صلى الله عليه وسلم و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً و بعد.

نشرح بإذن الله اسم من أسماء الله العظيمة((الحميد))جل في علاه.
الحميد سبحانه الذي قال عن نفسه:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
والذي قال عن نفسه:
( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)

الحميد سبحانه وتعالى المحمود ذو الحمد المستحق لذلك.
الحميد سبحانه هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله و هو الذي يحمد في السراء و الضراء و في الشدة و الرخاء ﻷنه حكيم ﻻ يجري في أفعاله الغلط و ﻻ يعترضه الخطأ فهو المحمود على كل حال.
الحميد المحمود المثنى عليه.

الله سبحانه هو الحميد لنفسه أزلا و بحمده عباده له أبداً
ترجع إليه صفات الجلال و العلو و الكمال.
والحمد هو ذكر أوصاف الجمال من حيث هو كمال.
الحميد سبحانه وتعالى الحميد في ذاته في أسمائه في صفاته في أفعاله فله من اﻷسماء أحسنها و من الصفات أعلاها.
أفعاله سبحانه كلها دائرة بين العدل و اﻹحسان.
صفاته سبحانه دائرة بين الجلال و الجمال.

يستحق أن يحمد لماذا؟
ﻷنه بدأ فأوجد و ﻷنه هو الذي خلق و رزق ﻷنه هو الذي يعفو و هو الذي يصفح و يغفر و هو الذي يتوب و ينعم و يحسن ﻻ إله إلا هو سبحانه ﻻ رب لنا سواه.
هو الحميد سبحانه الصي حمد نفسه و أثنى على ذاته و علم خلقه كيف يحمدونه سبحانه أليس هو القائل:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
علمنا كيف نحمده و جعل هذه السورة العظيمة من أعظم سور القرآن بل هي أم القرآن فاتحة الكتاب ﻷنها افتتحت بالحمد.
سبحانه المحمود الذي يستحق الحمد محمود على أقواله على أفعاله على دينه على شرعه على قضائه على قدره.

سبحانه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعم بسط عليهم فضله أولاهم نعمه.
فهو المحمود في كل لسان و هو محمود على كل حال استحق الحمد بفعاله فكل فعل منه جميل و على هذا الجمال  فهو يستحق الحمد سبحانه .
و كل أفعاله صادرة منه عن حكمة و هذه الحكمة تقتضي حمده سبحانه.
يحمد في السراء يحمد في الضراء يحمد في الشدة و الرخاء.
حكيم سبحانه ﻻ يجري في أفعاله ﻻ خطأ و ﻻ نسيان لذلك هو محمود على هذا محمود على كماله على جلاله على جماله سبحانه وتعالى.
له جميع المحامد و له الحمد على كل حال و له الحمد في كل زمان له الحمد في كل مكان سبحانه.

ولي حميد كما قال عن نفسه:
(وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
كيف هو ولي حميد؟
والى بين المنح و بين المنع، والى بين النعم، تابع بين آلائه و مننه،أنعم على خلقه بنعم ﻻ تعد و ﻻ تحصى لذلك فهو حميد يحمدونه عباده على تلك النعم و هو المستحق للحمد:
( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)
له الحمد سبحانه نحمده حمدا كثيراً كما ينعم كثيراً و يعطي كثيراً و يعغو كثيراً حمدا يوافي نعمه و يكافيء مزيده.

نحمده على العطاء نحمده على المنع و البلاء له الحمد حيث أنعم علينا و على غيرنا له الحمد على ما أعطانا من الخير له الحمد على ما صرف عنا من الشر.
له الحمد حيث لم يقطع عنا رزقنا مع كثرة ما نعصيه.
نعصيه كثيراً و ينعم كثيراً نذنب كثيراً و يغفر كثيراً فلله الحمد رب السماوات و رب اﻷرض رب العالمين.

له من الصفات و أسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا و إن لم يحمده غيره فهو حميد في نفسه.

و الحمد لله تعالى نوعان:
الحمد كله لرب العالمين و هو على نوعين:
حمد على إحسانه إلى عباده في الدنيا والآخرة.
ففي الدنيا أحسن إليهم بأنواع النعم؛ نعم ﻻ تعد و ﻻ تحصى.
أعظم تلك النعم أن من عليهم باﻹسلام أن من عليهم باﻹيمان أن من عليهم بالتوحيد ثم من عليهم بالطاعات ثم من عليهم بالحسنات من عليهم بشرعه العظيم بشريعته السمحة من عليهم بهذا الدين العظيم هذا من أعظم النعم.
من عليهم بنعم الدنيا من مطعم و مشرب و مأكل و مسكن و أولاد و أزواج و مال و كل شيء:
(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) هو وحده سبحانه.
فهذا إحسانه في الدنيا إلى غير ذلك من اﻹحسان.
و إحسانه لعباده في اﻵخرة:
أن يدخلهم جنته:
( ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)
هذه هي نعمة اﻵخرة
( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ) رؤية وجه الله سبحانه وتعالى.
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ،،، إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)هذه من أعظم النعم التي سينعم بها على عباده في اﻵخرة
فله الحمد على نعم في الدنيا و نعم الآخرة.
هذا النوع اﻷول.

النوع الثاني من أنواع الحمد:
حمده لما يستحق هو نفسه من نعوت كماله و صفاته جماله و جلاله فكل ما يحمد به الخلق من الخالق هو أحق من كل محمود بالحمد فهو أحق أحد بالحمد هو المحمود على ما خلق و محمود على ما أمر و محمود على ما نهى المحمود على طاعة العباد و على معاصيهم و على إيمانهم و على كفرهم.
هو المحمود على خلق الأبرار و خلق الفجار و الملائكة و الشياطين و على خلق الرسل و اﻷعداء هو المحمود على عدله في أعدائه كما هو محمود على فضله و إنعامه على أوليائه كل ذرة في هذا الكون تشهد بحمده و تشهد بمجده:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)

سبحانه الملك الذي له الملك ملكه يستحق الحمد يحمد أن آتى من الحمد ما شاء من عباده.
يحمد أن وفق عباده ﻷن يحمدوه فما من حامد يحمده على شيء إﻻ كان الموفق له هو الحميد سبحانه وتعالى المحمود على كل حال.

سبحانه يحمد نفسه عند خلقه و يحمد نفسه على ما خلقه و أمر به حمد شكر حمد ثناء:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)
الحمد أيها الكرام هو أوسع الصفات و أعم المدائح و أفضل ما يثني به العبد على ربه و مولاه.

و حينما نقول الحمد فلفظ الحمد يختص بالحميد وحده سبحانه فالمخلوق ﻻ نقول له الحمد لك ممكن أن نقول له نحمدك على فعلك نحمدك على عطاءك لكن ﻻ نقول الحمد لك ﻷن أل هنا في الحمد أل اﻹستغراق ﻻ يستحقها إﻻ الحميد.
لما نقول الحمد لله فهذا يعني أن جميع أنواع الحمد هي له وحده و ليس ﻷحد من خلقه سبحانه وتعالى.

و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم الطهور شطر اﻹيمان و الحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله و الحمد لله تملأ ما بين السماوات والأرض.
أخرجه اﻹمام مسلم.

الحمد لله لو قالها الحمد يملأ من الحسنات ما بين السماء والأرض.
و لو قال الحمد لله يمتلئ الميزان و يثقل فقط بكلمة الحمد لله.
انظر حينما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول بعد الفراغ من الطعام الحمد لله الذي أطعمني هذا و رزقنيه كن غير حول مني و ﻻقوة.
من قال هذا الذكر بعد فراغه من الطعام كما جاء في الحديث غفر له ما تقدم من ذنبه.
هذا دليل على فضل الحمد سبحانه المحمود الحميد.

الذي يستحق الحمد من سائر مخلوقاته فهو المحمود من شتى الخلائق و لو شذى المخلوق من حمده كما قال(فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُون)
من هم هؤلاء؟
هم الملائكة عليهم السلام.
الله له خلق عظيم.
من أعظم خلقه الملائكة يسبحون بحمده ﻻ يفترون عن التسبيح يفترون عن التحميد ﻻ يفترون عن الذكر:
(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُون)ﻻ يسأمون.

ما من ملك إﻻ و واضع جبهته لله هو ساجد كما جاء في الحديث:
أطت السماء و حق لها أن تئط ما من ملك إﻻ و واضع جبهته لله ساجد فإذا كان يوم القيامة رفعوا روؤسهم
و قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

ﻷنه هو المستحق للعبادة هو المستحق للحمد هو المستحق للشكر هو أحق بكل حمد أحق بكل حب أهل أن يحمد أهل أن يعبد أهل أن يطاع أهل أن يحب لذاته ﻷسمائه لصفاته ﻷفعاله و إحسانه نحمده على مجده نحمده على عظمته نحمده على كبريائه نحمده على عزته نحمده على غناه نحمده على إحسانه نحمده على جميع أسمائه و صفاته نحمده على أن غفر لنا و يغفر لنا نحمده أنه يعفو عنا نحمده أنه يرزقنا نحمده على أنه يلطف بنا نحمده على أنه يعلم سرنا و عللنا نحمده على أنه يوسع علينا نحمده على كرمه نحمده على غناه نحمده على إحسانه نحمده على شفائه كل إسم من أسمائه يستحق الحمد و الثناء:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) سبحان العزيز الحميد سبحان الحميد.

من أعظم نعم الله علينا الكبار ماستوجب حمده علينا أن جعلنا عبيد له خاصة و لم يجعلنا عبيد لغيره فلم يجعلنا عبيد لحجر و ﻻ شجر و ﻻ جبل و ﻻ ملائكة و ﻻ شمس و ﻻ قمر ﻻ أي شيء من مخلوقاته بل جعلنا عبيد له فهذا يستحق الحمد.
حمده سبحانه وتعالى واجب على كل مخلوق واجب على كل عبد أن يحمد ربه و أن يلهج لسانه بذكره و بحمده سبحانه وتعالى.

حمده سبحانه وتعالى ﻻ يكون فقط على السراء بل نحمده على الضراء أكثر من السراء ﻷن السراء قد تكون فتنة عظيمة على العبد تلهيه و تشغله عن الحمد و تشغله عن استحضار النعمة فينهمك في النعمة و يستغرق فيها و ينسى حمد ربه و الضراء تقربه من الله تذكره بالله تعيده لرشده و صوابه فإن كان عاصيا تاب و إن كان مذنبا أناب و إن كان صالحاً رفعت درجاته و كفرت سيئاته فله الحمد سبحانه على السراء و على الضراء.

من آثار اﻹيمان بهذا اﻹسم:
أن نعلم أولاً أن الله هو المستحق للحمد على  الإطلاق.
ثانياً: أن نعلم بأن الله له جميع المحامد بأسرها في كل زمان و حال و مكان و أزل و أبد و سراء و ضراء فهو محمود على كل حال .
ثالثاً: كل ما يحمد به العباد ربهم فهو منه سبحانه ﻷنه هو الذي وفقهم لهذا الحمد و لو لم يوفق الله العبد بأن يلهج بحمده و الله ما حمده و ﻻ تحرك لسانه بحمده.
حظ المسلم من هذا اﻹسم أن يكثر و يكثف من قول الحمد لله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

من حظ المؤمن بهذا اﻹسم أن يرضى بقضاء الله أن يذعن لقضاء الله أن يخضع ﻷوامر الله أن يمتثل ﻷوامر الله ﻷنه إن علم و تيقن أن الله محمود على كل أفعاله و صفاته و شرعه و دينه و الخضوع و الانكسار و عدم التكبر و الغرور و التعالي عن القيام بأوامر الله و شرعه.

من آثار هذا اﻹسم على المؤمن أن يكون هذا العبد محمود على عقيدته السليمة الصحيحة على أخلاقه الجميلة الحسنة أن يحمد هذا العبد على أعماله الطيبة على أقواله الطيبة على تعامله مع الخلق بالحسنى على إرشاده للخلق لما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره و شكره وحسن عبادته و أن يوفقنا بأن نلهج بحمده و أن نحمده على كل حال ﻷن العبد لو تفكر في أقل نعمة أنعم الله بها عليه ما كان يسعه إﻻ أن يلهج بحمد الله.

وحمد الله أيها الإخوة لا يكون فقط باللسان هكذا نقول الحمد لله و القلب ساخط بل يجب أن يتوافق حمد اللسان مع رضا القلب.
متى يرضى القلب حتى يحمد الله بكل ما آتاه الله من ثقة و حسن ظن بالله
متى يكون ذلك ؟
إذا علم العبد أن ربه الجميل في أفعاله المحمود بأفعاله ﻻ يقدر لهذا العبد إلا الخير و ﻻ يخلق إﻻ ما كان فيه خير للعبد و إن بدا للعبد شر لكنه خير.
متى يحمد  العبد ربه من قلبه قبل لسانه؟
إذا تفكر في قوله تعالى:
(وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ)

إذا تفكر العبد في هذا القول العظيم من رب عظيم حميد حمده من قلبه و رضي بقضائه و قدره و استشعر كيف أن الله تعالى ﻻ يريد لعبده إﻻ الخير و ﻻ يقدر له إلا الخير و إن بدا لهذا العبد الشر فيلهج العبد بلسانه و قلبه أن الحمد لله يا رب لك الحمد على ما أعطيت لك الحمد على ما منعت لك الحمد على ما قضيت لك الحمد على ما ابتليت و الله ﻻ ينظر الله إلى قلب عابد حامد له إﻻ أتاه من الخير و من البركات و من الهداية ما الله به عليم ألم نسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العبد الذي فقد ثمرة فؤاده فقد ابنه و الله أعلم به و أعلم بما قال لكنه يقول لملائكته أقبضت ثمرة فؤاده لمكانة هذا اﻹبن من قلب هذا الوالد ثم يسألهم ربهم و هو أعلم بهم و أعلم بما قال عبده لكن هذا فيه تعظيم لشأن هذا العبد الصابر الحامد فيقول لهم الرب سبحانه و ماذا قال عبدي؟ إنه السميع البصير الذي يسمع اﻷصوات و ﻻ تلتبس عليه اللغات سمع ما قال عبده لكنه يسأل ملائكته ماذا قال عبدي فيقولون حمدك و استرجعك أي قال الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون فماذا يقول الرب سبحانه وتعالى؟
ابنوا له بيتاً في الجنة و اسمه بيت الحمد.

نسأل الله أن يجعلنا عند البلاء من الصابرين و عند النعماء من الشاكرين.
الحمد أمره عظيم أيها الإخوة ها نحن في شهر عظيم في أيام عظيمة و هذه من أعظم النعم التي ينبغي أن نحمد الله عليها أن بلغنا هذه اﻷيام العظيمة و هذا الشهر العظيم و نحن بحال طيب و نحن بعافية و نحن بستر من الله سبحانه وتعالى و نحن في طاعة الله نحمد الله حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه حمدا يليق بجلال عظمته و عظيم سلطانه سبحانه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لحمده.

و ﻷن الحمد شيء عظيم و شيء يحبه الله سبحانه وتعالى فجعل حبيبه و خليله محمداً صلى الله عليه وسلم لواءا إسمه لواء الحمد هذا اللواء جاء في الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و ﻻ فخر و بيدي لواء الحمد و ﻻ فخر.
وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب لواء الحمد يوم القيامة لكن هذا اللواء أيها الإخوة اختلف فيه العلماء فمنهم من قال أنه لواء معنوي أي ليس محسوسا.
و منهم من قال إنه لواء حقيقي و هذا هو اﻷقرب على قول أهل العلم ﻷن اﻷصل فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم دائماً الحقيقة ﻻ المجاز فهو لواء حقيقي لكن ما هو لواء الحمد هذا؟

الحمد يشمل ما يفتحه الله تعالى على نبيه من المحامد كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه حديث الشفاعة و فيه:
فانطلق فأتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده و حسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد من قبلي.

الحمد أمره عظيم نبينا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم و قرة أعيننا يفتح الله عليه من المحامد و الثناء على الله ما لم يفتح به على أحد قبله.
بل ما لم يفتح على محمد بعده في الدنيا ليكون ذلك استفتاح للحساب و استفتاح لدخول الجنة و استفتاح لكل ما هو من شأنه نهاية يوم القيامة.

أسأل الله أن يفتح علينا من محامده و أن يفتح على قلوبنا من محامده و على ألستنا و أن يجعلنا له حامدين شاكرين في السراء و الضراء إنه ولي ذلك و القادر عليه هذا و الله أعلم إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان و الله و رسوله بريئان مما أقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين  و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و بارك على محمد و آله و صحبه أجمعين.

تفريغ طالبة علم
نفع الله بها وأحسن إليها وجعل هذا العمل في موازين حسناتها


إلقاء ومراجعة: الأستاذة سوزان المشهراوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس العاشر من دروس شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (اللطيف) جل جلاله