الدرس الثالث والعشرون من أسماء الله الحسنى اسم الله: (القادر القدير المقتدر)

الدرس الثالث و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد اﻷنبياء و أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم.
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا و أصلي و أسلم و أبارك على حبيبي و قرة عيني محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً و بعد.
نشرح بإذن الله سبحانه(اسمه القادر القدير المقتدر)
من أسماء الله تعالى الثابتة في كتابه القادر القدير المقتدر.
ورد اسمه القادر في القرآن أكثر من عشرات المرات كما قال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْض
وورد اسمه القدير سبحانه في أكثر من أربعين موضعا في كتابه العزيز منها قوله تعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
و المقتدر ورد أربع مرات في الذكر الحكيم منه 
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ )

القادر كما جاء في معنى هذا اﻹسم العظيم
هو الذي يقدر على إيجاد المعدوم و إعدام الموجود بلا معالجة و ﻻ واسطة فلا يلحقه سبحانه عجز فيما يريد إنفاذه وﻻ فتور و ﻻ يعارضه نازع و ﻻ يخرج عن قبضته مخالف أو طائع ﻻ يتقيد سبحانه باﻷسباب إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.

أما القدير سبحانه
فهو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضيه الحكمة ﻻ زائدا عليه و ﻻ ناقصاً منه.
والمقتدر سبحانه
التام القدرة الذي ﻻ يمتنع عليه شيء و ﻻ يحتجز عنه شيء بمنعة و ﻻ قوة.
إذاً فهذه الأسماء الثلاثة كلها تجمع معنى واحداً هو القدرة.
القدرة الكاملة القدرة المطلقة.
فسبحانه و تعالى قدرته مطلقة.
قدرة الله سبحانه وتعالى ﻻ يحدها حدود، ﻻ يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء سبحانه.
القادر سبحانه الذي يقدر مقادير العباد في علمه.
و علمه هو المرتبة اﻷولى في قضائه و قدره.
فسبحانه قدر كل شيء قبل تكوينه و نظم أمور الخلق قبل إيجادهم ثم كتب في اللوح المحفوظ كل هذه المعلومات و دونها بالقلم في كلمات.
كل مخلوق مهما علا مكانه و عظم شأنه أو قل حجمه كتب الله ما يخصه في اللوح المحفوظ ثم يشاء سبحانه بحكمته و قدرته أن يقع اﻷمر كما سبق في تقدير الله سبحانه وتعالى.
سبحانه قدر اﻷشياء:
(قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
أعطى لكل شيء قدرة و إقدار مخصوص و وجه مخصوص سبحانه وتعالى.
(قدر خلق اﻹنسان: ( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
أعطاه قدرة مخصوصة و شكلاً مخصوصا و هيئة مخصوصة.
من آثار قدرته في هذا الوجود أن كل الكائنات مقهورة له سبحانه لعظمته لقدرته لقهره كل الكائنات منقادة ﻹرادته و جميع نواصي المخلوقات بيده لا يتحرك منها متحرك و ﻻ يتصرف منها متصرف إﻻ بحوله و قوته و إذنه فما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى.
هذا اﻹنسان الذي شرفه الله تعالى و أكرمه هذا الإنسان سيد الكائنات أعلى الله شأنه و أسجد له ملائكته رغم ذلك ﻻ يستطيع أن يتصرف في شيء و ﻻ بشيء إﻻ بقدرة الله و تقدير الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه القادر القدير المقتدر ﻻ يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء و ﻻ يمتنع عليه شيء و ﻻ يفوته مطلوب سبحانه له القدرة الشاملة الكاملة المطلقة.
إذا أنا و أنت عرفنا هذا و عرفنا أن الله ﻻ يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فمالواجب علينا؟
الواجب على المؤمن الذي صدق و آمن بقدرة الله المطلقة أن ﻻ يغتر بالقدرة التي منحها الله إياها.
آتاك الله القدرة و آتى المخلوقات القدرة لكن كل هذه القدرة التي آتاك الله إياها و آتى المخلوقات ﻻ تأتي و ﻻ مقدار ذرة أمام قدرة الله.
إذاً عليك أن ﻻ تغتر بالقدرة التي منحها الله لك و أن ﻻ تلجأ إﻻ إليه سبحانه.
المؤمن الذي آمن بقدرة الله المطلقة الكاملة ﻻ يلجأ إﻻ إلى الله و ﻻ يعود إﻻ إلى الله و ﻻ يتقرب إﻻ إلى الله و ﻻ يتقوى إﻻ بالله لذلك كانت ﻻ حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة.
على المؤمن أن يتبرأ من حوله و قوته إلى حول الله و قوته.
فالعبد مهما أوتي من قدرة فهي قدرة ناقصة ﻷنه ﻻ أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إﻻ و يصح أن يوصف بالعجز من وجه آخر لكن الله تعالى ينتفع عنه العجز من كل وجه؛ لذلك ينبغي للعبد أن يلجأ في كل حين إلى العلي القدير الذي تتساوى جميع اﻷمور عنده و ﻻ يركن إلى غيره و ﻻ يتوكل إﻻ عليه.
على المؤمن أن ﻻ يتوكل إلا على الله و ﻻ يعتصم بأحد سوى الله و ﻻ يفوض أموره إﻻ إلى الله سبحانه وتعالى.
الله على كل شيء قدير.
أيها المريض إن الله على كل شيء قدير.
أيها الفقير إن الله على كل شيء قدير.
أيها المكروب إن الله على كل شيء قدير
أيها المظلوم إن الله على كل شيء قدير.
أيها المقهور أيها المهموم إن الله على كل شيء قدير.
أيها الضال أيها العاصي إن الله على كل شيء قدير.

الله قادر على أن يرزقك قادر على أن يهديك قادر على أن يفرج عنك قادر على أن يعطيك أمانيك و أمالك و يحققها لك قادر على كل شيء سبحانه وتعالى فسل حاجتك من الله و توسل إلى الله و اعلم أن اﻷمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إﻻ بشيء قد كتبه الله لك و لن يضروك إﻻ بشيء قد كتبه الله عليك رفعت اﻷقلام و جفت الصحف كما قال حبيبنا و قرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم.

إذاً فليكن لجؤك إلى الله و ﻻ تيأس من روح الله: 
( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ

نعم؛ إن المؤمن ﻻ ييأس من روح الله إن المؤمن الذي يعلم أن الله على كل شيء قدير ﻻ ييأس من روح الله و ﻻ يمل من الطلب و ﻻ يفتر من السؤال ﻷنه يعلم أنه يسأل قديرا يسأل مقتدرا يسأل قادراً

ترى الظلم و ترى ما حل باﻷمة من ظلم و من قهر و من تغلب المجرمين و الظالمين ثم تقول: (مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)لماذا نصر الله قريب؟
ﻷنه هو القادر القدير المقتدر لكن كل شيء عنده بمقدار.
دائماً ضع في بالك و في قلبك أن لكل شيء عند الله قدرا و مقدارا.
الله سبحانه وتعالى يقدر اﻷشياء في وقتها المناسب سبحانه وتعالى كما قال: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)
فتوكل على الله و أعلم أن الله على كل شيء قدير.
الذي رزق الطير و رزق النمل و رزق الحيوان و رزق أضعف المخلوقات و هداها قادر على أن يعطيك و يرزقك و يغنيك و يفرج عنك و يغفر ذنبك و يفرج كربك.
ماهو المطلوب منك إذاً فقط صدق التوجه إلى الله .
حسن التوكل على الله.
حسن الظن بالله.
أحسن الظن بالله" أنا عند ظن عبدي بي" كيف ﻻ يحسن الظن برب قادر مقتدر قدير؟
كيف ﻻ يحسن الظن برب ﻻ يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟
حسن الظن بالله توكل على الله

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطينا حتى يرضينا
اللهم أعطنا و ﻻ تحرمنا و أكرمنا و ﻻ تهنا وآثرنا و ﻻ تؤثر علينا و أرضنا و أرضى عنا و اغفر الذي قد كان منا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم بقدرتك على كل شيء أحيي قلوبنا باﻹيمان.
اللهم يا قادر يا قدير يا مقتدر انصر أمتنا انصر أمة حبيبك و خليلك محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم انصر المظلومين و أوي المستضعفين و انتقم من المجرمين و الظالمين برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين يا ذو الجلال و اﻹكرام.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
و صلى الله و بارك على محمد و على آله و صحبه أجمعين

تفريغ طالبة علم
نفع الله بها وأحسن إليها وجعل هذا العمل في موازين حسناتها

إلقاء ومراجعة: الأستاذة سوزان المشهراوي

تعليقات

  1. ما شاء الله تبارك الله عليك دكتوره سوزان زادك الله علما ًً ونفع بك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تفريغ الدرس السادس من شرح أسماء الله الحسنى اسم الله (الحق) جلّ جلاله

الدرس السابع و العشرون من شرح أسماء الله الحسنى ا سم الله: (الحفيظ) جل جلاله

الدرس الرابع والعشرون من شرح أسماء الله الحسنى: اسم الله((الجبار))